كتب عبد الفتاح خطاب في “اللواء”:
إذا صحّت خبرية أن كلفة صيانة وخدمة وتنظيف وتجهيز مراحيض مجلس النواب في ساحة النجمة هي حوالى 450 ألف دولار سنوياً، فهذا يعني أن كلفة كل نائب (سواء استعمل المراحيض أم لا) هي 10 دولارات في اليوم!
وإذا اعتبرنا ان المجلس يعقد 15 جلسة سنوياً، فهنا تصبح كلفة كل نائب (أيضاً سواء استعملها أم لا) هي 235 دولاراً في الجلسة النيابية الواحدة!
ومؤخراً أقرّ مجلس الوزراء مبلغ 60 مليون ليرة لصيانة قاعة الاجتماعات المؤقتة في قصر الأونيسكو. فهل يا تُرى يتم إقرار مبلغ لصيانة مراحيض الأونيسكو أيضاً؟!
للتذكير، فإن مقرّات مجلس النواب هي ساحة النجمة وقصر عين التينة وقصر المصيلح… وجديدنا قصر الأونيسكو!
وللتذكير ايضاً، فإن اعتمادات قانون موازنة عام 2020 لمجلس النواب بلغت حوالى 81 مليار ليرة (أي حوالى 54 مليون دولار)، وبنودها تتضمن النفقات التالية: قرطاسية للمكاتب، كتب ومراجع وصحف، لوازم مكتبية أخرى(!)، ملابس، محروقات وزيوت للمولدات، محروقات وزيوت للتدفئة، لوازم إدارية أخرى(!)، محروقات سائلة، قطع غيار لوسائل النقل، مياه، كهرباء، اتصالات سلكية ولاسلكية، نفقات مياه وكهرباء واتصالات سلكية ولاسلكية أخرى(!)، صيانة عادية وتصليح طفيف، إعلانات مطبوعات وعلاقات عامة، استئجار سيارات وآليات، خدمات استهلاكية مختلفة.
كما تتضمن رواتب ومخصصات النواب الحاليين والسابقين والمتوفين، ورواتب المتعاقدين وأجور الأجراء والمتعاملين والمستشارين، ونفقات (تعويضات عن اعمال إضافية وتعويض نقل مؤقت وتعويضات مختلفة، واشتراكات في مؤسسات ومنظمات إقليمية ودولية، ونقل وانتقال، ووفود ومؤتمرات في الداخل والخارج، ودراسات، ونفقات شتى اجتماعية(!)، وتعويضات اجتماعية(!)، واشتراك في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ومخصصات اجتماعية للعاملين(!)، واشتراكات ومساهمات في صناديق التعاضد…).
هذه هي أغلى تكلفة تشريع في التاريخ وفي الكون… وتستحق بجدارة أن تقتحم وتتبوأ إلى الأبد «كتاب غينيس» للأرقام القياسية… وجميع الكتب والمعاجم والموسوعات والإنجازات!!
