تمضي الاوضاع في لبنان في التدهور على الصعد والمستويات كافة، سياسا وماليا ومعيشيا. ويأتي قانون “قيصر” بعقوباته وتداعياته “ليزيدها تفاقما وتعقيدا، ما دفع باركان الحكم الى التحرك في محاولة لرأب الصدع بين القيادات السياسية والحزبية التي تباعد في ما بينها الخلافات والرؤية الى النهج المتبع. من هنا كانت الدعوة الى اللقاء الوطني في القصر الجمهوري في الخامس والعشرين من الجاري الذي يفترض ان يجمع الرؤساء السابقين للجمهورية والحكومة ورؤساء الكتل النيابية والقيادات الحزبية.
وفيما تعتبر مراجع سياسية ودبلوسية مراقبة لمسار الاوضاع في البلاد ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري هو مهندس لقاء بعبدا والدافع الرئيسي له، تقول مصادرقريبة من عين التينة لـ”المركزية” ان بري لطالما كان ولايزال الحريص على وحدة لبنان وصيغة العيش المشترك بين مكوناته وابنائه قاطبة، وهو في طليعة المبادرين الى التحرك كلما استشعر خطرا محدقا بلبنان ووحدته، وان طاولات الحوار التي انعقدت سابقا في عين التينة او بعبدا خير دليل.
وتضيف المصادر: ان الجميع مدرك اليوم لخطورة الاوضاع التي تتهدد لبنان ماليا وامنيا واقليميا، وان المرحلة الراهنة شبيهة بتلك التي واكبت توقيع اتفاق “كامب دايفد”، اسرائيل عازمة على ضم غور الاردن بصورة نهائية وهي ماضية في سياستها التوسعية كما انها لا تخفي اطماعها البرية والبحرية في لبنان، لذلك ضروري توحيد الموقف لمواجهتها، اضافة الى قانون قيصر الذي يستوجب البحث في تداعياته على لبنان والخروج بما يجنب البلاد ما يتهددها، سيما وان هناك اجماعا وتخوفا كبيرين من انسحابه على الكثير من المفاصل اللبنانية نظرا لما هو قائم بين لبنان وسوريا من معاهدات واتفاقيات سارية المفعول تستدعيهما مصلحة لبنان والحدود المشتركة.
وعن القول ان حزب الله هو وراء الدعوة الى لقاء بعبدا من اجل تأطير موقف رافض لقانون قيصر، أكدت المصادر ان الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله قد افاض في هذا المجال، وان موقفه كان اكثر من صريح وواضح الى حد انه رسم خريطة الطريق التي سيعتمدها في مواجهته لهذا القانون، وتاليا هو لم ينتظر اي جهة او فريق لقول كلمته على هذا الصعيد حتى يقال انه الدافع الى اجتماع بعبدا .