كشفت رئاسة الجمهورية المستور ورفعت الستارة عن جدول اعمال وهدف اللقاء الوطني المقرر عقده يوم الخميس المقبل في قصر بعبدا. “التباحث والتداول في الأوضاع السياسية العامة والسعي للتهدئة على الصعد كافة بغية حماية الاستقرار والسلم الأهلي، وتفاديا لأي انفلات قد تكون عواقبه وخيمة ومدمرة للوطن، خصوصا في ظل الاوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي لم يشهد لبنان مثيلا لها”. وتوازيا، وجهت المديرية العامة للمراسم في رئاسة الجمهورية دعوات خطية باسم رئيس الجمهورية ميشال عون للمدعوين الى اللقاء وهم، رئيسا المجلس النيابي ومجلس الوزراء، رؤساء الجمهورية السابقون، رؤساء الحكومة السابقون، نائب رئيس مجلس النواب، رؤساء الاحزاب والكتل الممثلة في مجلس النواب.
الرئاسة التي تردد في اعقاب تسريب الخبر عن الدعوة من عين التينة، ان الرئيس ميشال عون لن يوجه الدعوات الا بعد الحصول على موافقة المدعوين، تبدو توافر لديها ما يكفي من الاجواء المشجعة التي امنها عرّاب المصالحات الرئيس نبيه بري، فقررت توجيه الدعوات والكشف عن جدول الاعمال الذي وضعه كثر من المدعوين شرطا لتحديد خيارهم وقرارهم بالمشاركة او عدمها. لكنّ مساعي الرئيس بري الذي لا تهدأ حركته المكوكية منذ ما قبل الكشف عن الحوار وموعده لا تبدو نجحت حتى الساعة مع مكون اساسي، سيكون لغيابه عن حوار بعبدا وقع سيئ وضرب للميثاقية، يمثله رؤساء الحكومات الاربعة الذين ارسلوا اكثر من اشارة في اتجاه عدم المشاركة.
فرئيس الحكومة الأسبق تمام سلام افادت مصادره بأنه “لا يشارك في لقاء استعراضي لن يتخذ قرارات حقيقية، منها ما كان يجب ان يُتخذ مثل التشكيلات القضائية التي يعتبرها سلام من ابرز مقتضيات بناء الدولة والقضاء المستقل”. وأكد أن “ما لم تكن هناك خطوات عملية مباشرة للحوار لإنقاذ البلاد مما تتخبط فيه، فلا جدوى للحوار”. أما رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي فقال امام زواره إن “الحوار بين اللبنانيين أكثر من ضرورة في ضوء الاوضاع المأسوية التي يعيشها اللبنانيون على الصعد كافة، ولكن الحوار من دون رؤية واضحة وجدول اعمال محدد، او لمجرد اللقاء والاستعراض ليس مفيدا لأ بل سيحبط اللبنانيين أكثرمما هم محبطون”.
أوساط سياسية قريبة من الرؤساء السابقين أكدت، لـ”المركزية”، ان بعد توجيه الدعوات والكشف عن جدول الاعمال، فإن هؤلاء سيعيدون تقويم الموقف ويتباحثون في جدوى المشاركة او عدمها، الا ان الاوساط تسأل عن الهدف من الحوار ما دامت السلطة ورئاسة الحكومة لا ينفكان يحمّلان الحريرية السياسية مسؤولية الازمة بالكامل ويشنان حملات على المسؤولين السابقين وينتقدان الرئيس سعد الحريري والرئيس الشهيد رفيق الحريري وكأنهما خربا البلد فيما الجميع يعرفون ان عهد الرئيس رفيق الحريري شهد اهم فترة ازدهار على الاطلاق، ويدركون من المسؤول عن الانهيار بفعل سياساته المعادية للغرب والعرب.
ويعتبر الرؤساء السابقون، وفق الاوساط، ان طالما العهد يختزل السنّة بالرئيس حسان دياب ولا يأبه لرأي دار الفتوى ولا لمن يمثل الطائفة خلافا لتعامله مع سائر الطوائف لاسيما المواقع الشيعية، فإنهم غير مستعدين لتعويمه ولا لإعطاء الحكومة صك براءة، ويتساءلون عن اسباب استهداف مناطق الثقل السني بعمليات التخريب الممنهجة من بيروت الى طرابلس وصيدا ويرون في ما جرى استهدافا منظما، خصوصا ان اي مناطق اخرى لم تحصل فيها ممارسات مماثلة على رغم وجود الثوار فيها.
ازاء هذه الاجواء، تقول الاوساط ان عدم مشاركة رؤساء الحكومة في حوار بعبدا، فيما لو تقرر، سيشكل طعنة في ميثاقيته وقد يحمل الرئيس نبيه بري على التفكير مليا في جدوى انعقاد الحوار من دون المكون السني لتجنب توسيع الشرخ ومنع اشعال الفتنة التي كادت تشتعل منذ ايام، موضحة انه سيبذل قصارى جهده من اجل تأمين حضور واحد من الرؤساء السنّة على الاقل، فهل ينجح؟