Site icon IMLebanon

التدخين يزيد مضاعفات “كورونا”: لمنع السماح بعودة “الأراكيل” في المطاعم

كتبت ايلده الغصين في صحيفة “الأخبار”:

بعكس دراسات زعمت أن المدخّنين أقل عرضة للإصابة بفيروس كورونا، فإن «التدخين يزيد من خطر حدوث مضاعفات شديدة بين مرضى كوفيد-19 بـ 1.4 إلى 1.45 مرة، ومن احتمالات تقدم حالات المرض بين المدخنين بحوالى 1.73 إلى 2.25 مرة أكثر من غير المدخنين»، كما أن «لدى المدخنين المصابين خطراً أعلى بنحو 2.4 مرة للحاجة إلى أجهزة التنفس والعناية المركّزة أو الوفاة. ولوحظ ازياد نسبة الوفيات بين مرضى كوفيد-19 المدخنين بحوالى 38.5% مقارنة بغير المدخنين»… هي خلاصات دراسات مستقلّة استندت إليها جهات عدّة في كتاب مفتوح، توجّهت فيه إلى الحكومة والوزارات المعنيّة أمس، للمطالبة بـ«الاستمرار في تطبيق قرار منع النرجيلة في الأماكن العامة».

الكتاب المفتوح، يسابق الوقت للاستفادة من انعكاس التعبئة العامة على منع التدخين في الأماكن العامة، وللضغط لتنفيذ أحكام القانون 174 الخاص بمنع التدخين. وهو جاء غداة قرار وزير السياحة رمزي مشرفية بـ«إعادة السماح بتقديم الأراكيل في المطاعم والمقاهي والمسابح والمؤسسات السياحية كافة». وذكّر بأن «دراسات مستقلة أثبتت أن التدخين على أنواعه يزيد من خطر الإصابة بفيروس كورونا، من خلال تكرار حركات الاتصال بين الوجه واليدين، ومشاركة مختلف أجزاء النرجيلة (حجرة المياه، والنربيش، والقطعة البلاستيكية التي توضع في الفم (المبسم)، وضرب مبدأ التباعد الاجتماعي، وتدني المناعة، وزيادة الاستعداد لعدوى الجهاز التنفسي. كما أن النرجيلة بطبيعتها تعزّز بقاء الكائنات الجرثومية الحية فيها، مهما تشددت أساليب تنظيفها».
وفي معرض نفي مزاعم تأثير منع التدخين على الاقتصاد والسياحة، لفت الكتاب الى «أن عائدات قطاع السياحة والضيافة ازدادت بنسبة 3% خلال التطبيق الكامل للقانون 174، بين أيلول وكانون الأول عام 2012، وفق دراسة محلية استندت إلى بيانات وزارة المالية»، في حين «تبيّن أن 83% من السياح في لبنان يؤيدون حظر التدخين في الأماكن العامة».
منسّقة «الحملة 174 لتطبيق قانون منع التدخين» رانيا بارود، أشارت في اتصال مع «الأخبار» الى أن «منظمة الصحة العالمية دعت الدول إلى الاستفادة من التعبئة خلال أزمة كورونا للحد من التدخين، في حين أن إعادة السماح بتقديم الأركيلة في المطاعم يتنافى والمعايير الصحيّة. إذ إن حجّة تبديل النربيش وسواها غير خاضعة للرقابة، في حين أن المدخن ينشر ــــ مثل من يقوم بالسعال ــــ الفيروس».
الكتاب لفت الى أن لبنان الذي يعدّ «من أعلى الدول عالمياً بنسبة التدخين ونسب تدخين النرجيلة بين فئة الشباب اللبناني»، صدّق على الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ (FCTC) عام 2005، و«هي معاهدة دولية ملزمة قانوناً، وبناءً عليها، أصدر لبنان القانون 174 للحد من التدخين وتنظيم صنع وتغليف ودعاية منتجات التبغ عام 2011، وأي تعديل للقرارات أو القوانين بما يسمح بالنرجيلة هو غير قانوني وغير دستوري».
يذكر أن الكتاب وقّعت عليه جهات نقابيّة عدّة، بينها نقابات الأطباء والممرضين والممرضات والمهندسين والمحامين في بيروت، وجامعات خاصة منها الأميركية والقديس يوسف والأنطونية واللبنانية الأميركية، ومركز ترشيد السياسات في الجامعة الأميركية، إضافة إلى الحملة 174 ومركز منظمة الصحة العالمية للمعارف حول تدخين النرجيلة وسواها.