Site icon IMLebanon

حوار بعبدا… ما الدافع لهذا اللقاء؟

يأتي اللقاء الحواري في بعبدا الخميس المقبل، والذي تحوم حوله الشكوك في أن يكون فرصة عابرة للخلافات الداخلية نحو بلورة موقف وطني موحد، ومواقف القوى السياسية، وتحديداً المعارضة، التي قاربت حوار بعبدا كمجرّد «منبر خطابات» لا أكثر، وجَزمت بعدم وصوله الى نتائج نوعية، شكّلت نعياً مُسبقاً له. والسبب الأساس كما يورده أحد المسؤولين الكبار «هو انّ الداعي الى الحوار، كذلك القوى المدعوّة إليه، والتي ستحضره عن قناعة او عن مجاملة لرئيس الجمهورية، او عن مجاملة للحليف، او تلك التي قد تقاطعه، لا تملك ما يمكن اعتبارها فكرة، يمكن ان تكون محل إجماع عليها، وإنّ الخميس لناظره قريب».

وقالت مصادر معنية بالدعوة الرئاسية لحوار بعبدا لـ»الجمهورية»: « إن رئيس الجمهورية رغب بالدعوة الى لقاء وطني والى لقاء سياسي عادي في ظروف إستثنائية، وبالتالي هو ليس لقاءً فولكلورياً، بل مناسبة للتأكيد على الثوابت الوطنية في هذا الظرف.

ولفتت المصادر الى أن الدافع لهذا اللقاء هو ما شهدته البلاد في المرحلة الأخيرة، ولا سيما مناطق حساسة من بيروت والضاحية الجنوبية وطرابلس، حيث أطلّت الفتنة المذهبية، ومجرد الحديث عن مواجهة ما على طريق صيدا القديمة بين عين الرمانة والشياح أيقظت في ذهن وعقل رئيس الجمهورية ضرورة وأد الفتنة في مهدها ومنع تجدّد ما هو مرفوض بكل المعايير. فاللبنانيون من مختلف الفئات لا يريدون العودة الى تلك المرحلة، وهم مدعوّون الى اللقاء الخميس على هذا الأساس.

واعتبرت المصادر أن من حق المدعوّين أن يعرفوا مضمون التقارير التي رفعت الى اجتماع المجلس الأعلى للدفاع نظراً لما تحمله من إشارات مقلقة الى تحضيرات وخطط تعيد اللبنانيين الى تلك الفترة المظلمة، ولا بدّ من مواجهتها بموقف جامع.

وأكدت المصادر أن رئيس الجمهورية يرغب بأن يُكرّس هذا اللقاء إعادة التأكيد على الثوابت الوطنية وتحصين الوحدة الوطنية والعيش المشترك وقطع الطريق على أي مسعى لإستغلالها.

ورفضت المصادر الحديث الذي تردّد عن محاولات تعويم فلان أو فلان، ووصفت هذا الكلام بأنه ليس في محله على الإطلاق، فكل المكوّنات لها بيئتها الحاضنة ومكانتها وحضورها في مواقعها حيث هي.

ونبّهت المصادر من أي حديث أو تسريب يهدف الى إحياء عودة خطوط التماس في نقاط حساسة مُحذّرة من ربطه بمقاطعة أو رفض الدعوة الى اللقاء، لأنه يطرح علامات إستفهام كثيرة. وإن حصل ذلك لا سمح الله لا يقع في مقامه الوطني السليم، والصحيح فكل الأطراف مدعوة الى حماية الوحدة الوطنية والعيش المشترك ووأد الفتنة قبل أن تطل برأسها من أي موقع أو حادث. وإن إعادة التأكيد على الثوابت الوطنية ليست أمراً عابراً يمكن التلاعب به في المناحرات السياسية بقدر ما هو مهمة سامية وأساسية ووطنية جامعة، ولا يمكن أن يكون هناك من لا يريدها في هذا التوقيت بالذات، علماً أن كل هذه المعطيات تشكل الحافز الى التجاوب مع دعوة الرئيس.