IMLebanon

بعبدا تعدّد أهداف الدعوة إلى اجتماع الخميس الجاري

كتبت كارول سلوم في صحيفة “اللواء”:

بدا واضحا ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مصمم على الاجتماع الوطني في الخامس والعشرين من الشهر الجاري لأهداف انقاذية تعني الجميع لاسيما وأن ما سجل في الأسبوع الفائت من حوادث في بيروت وطرابلس اثار قلقا لديه وخشية من تكرار ما حصل في السابق بعد تقارير امنية غير مطمئِنة.ِ

فقد استغربت مصادر مطلعة على موقف الرئيس عون لما صدر في الاعلام عن موضوع دعوة رئيس الجمهورية الى اجتماع وطني موسع الخميس المقبل حول المواقف من المشاركة وعدمها ما طرح علامات استفهام كثيرة لا سيما ان الهدف من الدعوة لهذا الاجتماع هو الأحداث التي حصلت في بيروت وطرابلس الأسبوع الماضي وما صدر بعدها من مواقف اعادت بالذاكرة ماضياً لا يحبه اللبنانيون ولا يريدون العودة إليه لا سيما الكلام الذي يخلق فتنة او مواجهات بين اللبنانيين كما ان بعض ما صدر سواء في طرابلس او بيروت والممارسات التي رافقت الأحداث في هاتين المدينتين اوجدت قلقا لدى الرئيس عون من تمدده ويكون لبنان امام وضع غير مستحب يضاف الى الظروف الاقتصادية والمالية التي تمر على البلد لاسيما ان التقارير التي وردت الى الأجهزة الأمنية ونوقشت في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع والمعطيات التي توافرت تحدثت عن وجود …

واكدت ان الأحداث في بيروت وطرابلس كانت المحرك للرئيس من اجل الدعوة للقاء الجامع للتأكيد على الثوابت الوطنية التي يُجمع عليها كل الأطراف وتحصين الوحدة الوطنية والتأكيد على العيش المشترك مرة جديدة في كل مناسبة وقطع الطريق على استغلال اي حادث من هذا القبيل لمحاولة تكبير حجمه وخلق مضاعفات له موضحة ان بعض الكلام الذي صدر من ان غاية الاجتماع هو تعويم فلان او فلان لا يقع في مكانه الصحيح اطلاقا لأن الغاية منه ليست سياسية بقدر ما هي غاية وطنية إنقاذية لأن ما حصل الأسبوع الفائت من احداث في بيروت وطرابلس تجاوز اطار الاعتراض الشعبي او ما يسمى بالانتفاضة الى لعبة دنيئة من اجل قيام مشاكل ذات طابع مذهبي او عودة خطوط التماس بين المناطق اللبنانية لا سيما بعد التطورات على خط عين الرمانة- الشياح وغيرها من المظاهر التي حصلت في تلك الأحداث او بعدها.

ورأت ان المناخ الذي حصل اقلق رئيس الجمهورية وشكل الدافع الأساسي الى الدعوة للقاء وبالتالي الحديث عن غياب او مقاطعة هو حديث لا يقع في مكانه الوطني السليم لأن جميع القيادات تُجمع على ضرورة حماية الوحدة الوطنية وتحصين العيش المشترك ومواجهة الفتنة وهذا اللقاء من شأنه ان يشكل مناسبة للتأكيد على هذه الثوابت ولا يمكن لأحد من القيادات ألا يرغب بمشاركة واضحة في هذا الأمر لجهة التأكيد على الثوابت الوطنية، اما الحديث عن المقاطعة او إعطاء تفسيرات اخرى للقاء بعيدة عن تفسير الوحدة الوطنية وتحصين العيش المشترك فيدخل في اطار الاجتهاد السياسي في الوقت الذي يجب ان تكون المقاربة بشأنه وطنية وليست سياسية .

واشارت الى انه من هنا تكمن أهمية اللقاء والدعوات التي وجهها عون وتحتاج الى تجاوب والتزام جديد بالثوابت الوطنية لطمأنة اللبنانيين بأن اي امر قد يعكر صفاء وحدتهم الوطنية او استقرارهم او السلم الأهلي مرفوض من قبل القيادات التي تمت دعوتها الى هذا الاجتماع وهو سمي بالوطني لأن هدفه وطني وليس سياسيا .

وذكرت ان الدعوات وجهت الى كل الأطراف وقد تسلموها وسيأخذون وقتا في الاجابة عليها ومنهم من سيعقد الاجتماعات لاتخاذ القرار ومنهم من أكد حضوره ولكن محاولة وضع اللقاء في مكان اخر او شخصنته خطأ جسيم لأن طابعه وهدفه وطني انقاذي ومن المرجح ان تحضر المواضيع المطروحة على الساحة سواء من خلال النقاش او الكلمات التي تتلوها القيادات لكن الأساس يبقى رفض ما حصل في بيروت وطرابلس ومنع تكراره واستغلاله واستثماره معلنة ان ما يمكن ان يظهر من مواقف القيادات في هذا اللقاء هو السد المنيع بوجه استغلال ما جرى. واكدت ان تسييس هذا اللقاء لا يعطي النتيجة المرجوة في حين ان الصفة الوطنية هو هدفه وليس تعويم هذا الفريق او ذاك وما من احد في حاجة الى تعويم الكل لديه حيثيته ومكانه وحضوره ولا سيما رئيس الجمهورية الذي لا يحتاج الى تعويم وهو يمثل السلطة الأعلى.