بعد عودة الحياة تدريجاً إلى طبيعتها، أثار مجموع الإصابات اليومية بفيروس “كورونا” أمس المخاوف لدى كثيرين، إذ أعلنت وزارة الصحة عن 51 حالة جديدة، 19 من بين المقيمين و32 من الوافدين، ما رفع العدد الإجمالي إلى 1587. وتبين أنّ الانتشار الذي حصل جاء نتيجة الاختلاط مع إصابة وافدة من السعودية، وأظهرت الفحوص في حي الحرج في الغبيري أنّ معظم المصابين كانوا اختلطوا بها. فهل هذا مؤشّر خطر يهدد بعودة لبنان إلى نقطة الصفر في مواجهة الوباء العالمي؟
نقيب الأطباء شرف أبو شرف اعتبر عبر “المركزية” أن “هذا مؤشّر جدي وليس خطيرا، ومع إعادة فتح البلاد تدريجياً بطبيعية الحال تعود الناس إلى الاختلاط بالتالي ارتفاع نسبة العدوى، لكن في الوقت نفسه لا نريد أن يكون الارتفاع سريعا وبقوة، نظراً إلى المضاعفات والوفيات الكبيرة التي يمكن أن تنتج عن ذلك. من هنا، ضرورة المواظبة في التزام الإجراءات الوقائية المعروفة، وأي استخفاف في الإرشادات يوصلنا إلى أماكن نحن بغنى عنها ويردنا إلى المربع الأوّل. لا شك أن وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ونقابة الأطباء والإعلام نجحت في استيعاب الموضوع، إلا أننا مجبرون على متابعة السير على الطريق نفسه حتى لو فُتحت القطاعات. حتى الآن لم تسجّل إلا نسبة قليلة جداً من الإصابات المؤلمة والخطيرة وما من خيار آخر لتفادي الأسوأ إلا الوقاية”.
وأضاف “التدابير المتخذة من وزارة الصحة أعطت مفعولاً إيجابياً وخلال الفترة الماضية تمكنا من تحضير البلد للأسوأ، إلا أن كلّ ذلك لا يكفي ولا يمكنه تحقيق الكثير من دون تجاوب المواطنين وتفهمهم وهذا العامل ساهم في التوصل إلى نتائج إيجابية مقارنةً مع دول أخرى. التوعية ضرورية وعلى الجميع أن يعرف أن “كورونا” لم ينته والخطر لا يزال قائماً”.
وفي سياق آخر، وسط استمرار أزمة شحّ المستلزمات والمعدات الطبية والعراقيل التي تعترض تصديرها في ظلّ الأزمة الاقتصادية والمالية، وما ينتج عن ذلك من تهديد للمستوى الاستشفائي، علّق أبو شرف قائلاً “بعض المعدات بدأت تنفد وبعضها يستخدم أكثر من مرة ، بعد التعقيم إن كانت هناك إمكانية بسبب النقص الحاصل، حتى لو لم يكن ذلك محبّذاً، لأن لا خيارات أخرى أمام الأطباء، ومبدئياً ما من خطر على المريض لأن الأطقم الطبية تتخذ كلّ الاحتياطات اللازمة، وعدم معالجة المريض أخطر من إعادة استخدام المعدات، لذلك نحاول مكرهين معالجته بأفضل الظروف المقبولة علمياً لإنقاذه”.
وعن تأثير هذا الواقع على مستوى الطبابة، أوضح “أننا سنلحظ التراجع في حال استمرار الوضع على حاله فترة طويلة. حتى اللحظة الأمور لا تزال مضبوطة والكثير من العمليات تأجّلت بسبب “كورونا” والآن نحاول إجراءها تدريجياً”، متمنياً “حلّ المشكلة عن طريق وزارة المال ومصرف لبنان، تحاشياً للوصول إلى الأسوأ وتعريض حياة الناس للخطر”.