كتبت جويل عرموني في صحيفة “الديار”:
فادي شهوان من أكثر الشخصيات الإعلامية طلاقةً وحرفية وثقافة وخبرة في تقديم نشرات الأخبار على شاشة الـ “MTV” منذ عام 2009، والبرامج الحوارية التي لمع بها من خلال أدائه المميز ودقّة نقل الأخبار بمهنية عالية ولغة سليمة في قناة الـ “LBC” وإذاعات “صوت لبنان” و”قناة الحرّة” و”جبل لبنان”.
من ناحية أخرى، يتمتّع فادي بروح مَرِحة مليئة بالتفاؤل والأمل، إذ أنه يؤثر ايجاباً على المشاهدين محاولاً طمأنتهم وارشادهم بأسلوبه المتمكّن والرصين، ساعياً قدر المستطاع الى طرح ملفات وقضايا تهمّ مطالبهم والقاء الضوء على مشاكلهم المعيشية وكيفية مكافحة الفساد، بعيداً عن التكرار أو الاستعراض..
في الإطار نفسه، كرّمت “نقابة محترفي الغناء والموسيقى”، الإعلامي فادي شهوان عام 2007 ومنحته بطاقة النقابة كعضو شرف لدوره في التأثير الإيجابي على المجتمع. وحصد مؤخراً لقب “الإعلامي الأكثر موضوعية وتحضراً في تقديم الأخبار والبرامج الحوارية” مع الاعلامية جيزال خوري كتصنيف عالمي ضمن “THE WORLD’S BEST OF THE BEST AND MOST ILLUSTRIOUS”، في نسخته الرابعة.
“من يزرع الخير يحصد الخير” هكذا علّق فادي شهوان على فوزه بلقب “الإعلامي الأكثر موضوعية “، مشيراً في حديث لـ”الديار” أنّ هذا التصنيف العالمي الذي يضم أبرز مشاهير العالم والمؤثرين في مجال السياسة والاعلام ومختلف المجالات المؤثرة في الرأي العام، يشرفه، وهذا ما يسعى إليه الصحافي الحقيقي الذي يعتبر الصحافة رسالة وليس وظيفة فحسب”.
“نِلت اللّقب الأحبّ على قلبي”
وتابع قائلاً: “إن الاستفتاء شمل عيّنة محددة من المشاهدين ولم أكن أعرف شخصياً من الجهة التي تقف وراءه، وأيضاً علمت بأنهم ليسوا لبنانيين. وهنا تكمن أهمية هذا العمل إذ أن لا علاقة شخصية ولا معرفة أدّت الى الوصول لهذه النتيجة.” كما عبّر شهوان عن عدم صدمته من تلك النتيجة، “لأنني أسعى على الدوام لأكون موضوعياً بعملي. وبالرغم من وجود العديد من المسابقات والإحصاءات والأوسمة التي توزع على أسس معروفة وبعيدة عن المعيار العلمي، إلا أن هذا التصنيف كان شفافاً وعلمياً ونلت من خلاله اللقب الأحبّ على قلبي”.
“انتخاب رئيس يمثّل طموحات وأحلام اللبنانيين”
ولدى سؤاله عن اختياره اسماً للرئاسة الأولى بعد تصنيفه بالإعلامي الموضوعي الأول، كان شهوان واضحاً بأن الخيار في هذا المجال يجب أن يكون جديداً مختلفاً عن الطبقة السياسية. وتابع: “أصبح ضرورياً أن نفرز قيادات جديدة شفافة تعمل لخير هذا البلد، لا سيما بعد ثورة ١٧ تشرين، حيث أصبح لزاماً علينا انتخاب رئيس يمثّل طموحات وأحلام اللبنانيين.”
“كيف نسمح لِمَن لم يدرس الإعلام بدخول المهنة؟”
أمّا تعليقاً على الواقع الصعب الذي يعيشه الإعلام، اعتبر فادي شهوان أننا نمرّ بأزمة خطيرة جداً لا تنحصر فقط على الصعيد المالي، بل الأخطر أنها طالت الصعيدين الأخلاقي والإجتماعي. ورأى أنه حماية للمهنة يجب أن تكون مقفلة كالمحاماة والطب. وتساءل: “فكيف نسمح لمن لم يدرس الإعلام بدخول المهنة؟ إن فتح أبواب الإعلام لمن لم يدرس هذا الاختصاص يؤدي الى ضرب مستقبل خريجي كليات الإعلام في الجامعات اللبنانية.”
ورداً على سؤال حول هوية الذين يجب إبعادهم عن الإعلام، أجاب شهوان أنهم “كتير كتار”! وأكّد:”يظهر لنا كل يوم العديد من حملة صفة “صحافي” و”إعلامي”، وهم لا دخل لهم بالإعلام، بل استهوتهم الفكرة واحتلوا المنابر وأساؤوا للمهنة. فبينما نرى إعلاميون يشرفون هذه المهنة نرى البعض الآخر يسيء إليها لذلك يجب إبعاده ووقف الضرر الذي يسببه للرأي العام وللمجتمع ككلّ.”
“ليس مقبولاً أن نرى أخطاء في نشرة الأخبار”
وللدخول في بعض التفاصيل التي تعبر عن واقع الحال الذي نعيشه، أشار فادي أن “اللغة العربية في الإعلام تمر بأزمة.” وأكمل:”لم نعد نرى الإحترام الصارم لها، لذلك على الصحافي أن يتمرس باللغة العربية وأن يستعمل التعابير والكلمات دون فلسفة. إذ أرى أنه ليس مقبولاً بتاتاً أن نرى أخطاء لغوية في نشرة الأخبار مثلاً.” وأبدى شهوان أسفه على الاستغناء عن المدققين اللغويين في المحطات بسبب الأزمة المالية التي نمر بها.
وفي سياق الحوار، تطرّق على التعابير النافرة التي يستعملها بعض الإعلاميين، إذ أعتبر “أنه لا يحبذها إلا أنها تبقى أقل حدّة من بعض التعابير المستخدمة في عدد من البرامج الصباحية، فيظن البعض أننا في مسرح “شانسونيه”. ان من يعتبر نفسه صحافياً لا يجب أن يسمح لنفسه باستعمال تعابير سوقية لا تليق به ولا بالمشاهدين. فلا أفهم كيف أن وزيرة الإعلام أو المجلس الوطني للإعلام يتحركون في وجه من يطالب بحرية الإعلام ولا يحاسبون من يسيء للإعلام ولدوره. أنا شخصياً مع الكلاسيكية في نشرات الأخبار ومحاسبة من يستعمل تعابير نافرة أو سوقية ويؤثر سلباً على الرأي العام.”
“التحيّز يكون بالتطبيل والتزمير للسياسيين وليس في نقل وجع الناس”
وفي تعليق له على أداء الإعلام اللبناني في مواكبة التظاهرات والكورونا، أكد شهوان أن الـ “MTV” قامت بعمل مميز في تغطية التظاهرات حتى اتهمت بأنها تلفزيون الثورة، واتهمت شخصياً بأنني منحاز للثورة. وتابع:” لكن الحقيقة هي أن وظيفة الإعلام أن يكون مرآة الناس. إن التحيّز يكون بالتطبيل والتزمير للسياسيين وليس في نقل صوت ووجع ومعاناة الناس. أما بالنسبة للكورونا فلقد رأينا كم كان دور الإعلام كبيراً للضغط على الحكومة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة هذا الفيروس”.
وعن تلقيه عروضاً للانتقال إلى محطات تلفزيونية أخرى، قال:”أنه قدم الى الـ” MTV” في العام ٢٠٠٩ من قناة الحرة في واشنطن، التي كان وضعه فيها ممتازاً، لأنه شعر بأن لديه رسالة في الـ “MTV” عليه تأديتها، وتمكن من خلال شاشتها طوال هذه الفترة من التأثير بالرأي العام بشكل إيجابي.”
وأفصح شهوان عن رغبته بمحاورة عدد من الشخصيات التي لم يحاورها حتى الآن، مؤكداً رفضه لطرح المقابلات المحضرة سلفاً، معلناً ميله لطرح الأسئلة التي يطرحها الناس.
“لا يوجد أي سياسي يملك الحقيقة كاملة”
وعلى الصعيد المحلي رأى شهوان أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله هو الشخصية التي يملك الناس الكثير من الأسئلة المحقة التي يرغبون بطرحها عليه. وتابع مؤكداً أن المواجهة بين الإعلامي وأي مسؤول يجب أن تكون حقيقية وليس تمثيلية. كما أنه هنالك بعض الصحافيين الذين يعتبرون السياسي الذي يؤيدون يملك كل الحقيقية، وبرأيه لا يوجد أي سياسي يملك الحقيقة كاملة.
“محطات التلفزة لها الدور الأكبر في التأثير على الحياة السياسية والرأي العام”
ختاماً، أعرب فادي شهوان عن قلقه من مستقبل المحطات التلفزيونية لا سيما بعد تراجع أوضاع الصحافة الورقية خصوصاً مع الأزمات المالية التي تعصف بنا. فهذا التراجع الورقي يؤثر على الإعلام ككلّ، مع العلم أن لمحطات التلفزة الدور الأكبر في التأثير على الحياة السياسية وعلى الرأي العام في العالم أجمع.