IMLebanon

أمين الجميل: حبذا لو نتخذ العبر من تجربتي الرئاسية

عقدت في سرايا بكفيا ظهر الجمعة، ندوة حول كتاب “الرئاسة المقاومة”، بدعوة من الرئيس أمين الجميل ومؤسسة “بيت المستقبل”، حيث استهل الرئيس الكلام بالقول: “استلمت مقاليد الرئاسة في ظل احتلالات خارجية، وحروب داخلية وتعثر إقتصادي خطير. هذا ما وضع ولايتي الرئاسية أمام تحديات مستحيلة كانت تتطلب معجزة لإنقاذ البلاد. ومنذ بداية العهد، كان التحدي أمامي ثلاثيا: تحقيق السيادة، تعزيز الوحدة، والحماية الاقتصادية والاجتماعية”.

وأضاف: السيادة عندي الهاجس الأول. من دونها لا سياسة، ولا أمن، ولا استقرار اقتصادي واجتماعي. السيادة، في معرض إنجاز هذه السيادة، توقفت عند ثلاث لاءات، تلخص رهاني: قلت كلا للارتهان لسوريا، ووقفت بوجه الرئيس حافظ الأسد في دمشق وأسقطت الاتفاق الثلاثي بتاريخ 13 كانون الثاني 1986، لأنني اعتبرته يتناقض مع مستلزمات السيادة الوطنية. قلت كلا للتوطين الفلسطيني السياسي والعسكري والديموغرافي، بإلغاء اتفاق القاهرة الموقع سنة 1969 بين لبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية، وقد تم ذلك في مجلس النواب في أيار 1987، سنة قبل انتهاء ولايتي. قلت كلا للأطماع الاسرائيلية ورفضت توقيع اتفاق 17 أيار في 17 أيار بالذات، ما لم يحقق السيادة اللبنانية بفعل عبثية الموقف الاسرائيلي. وحرصا مني على توفير شبكة أمان ضد ردات الفعل الإسرائيلية، وبناء على إصراري، دعم الرئيس الاميركي رونالد ريغان الموقف اللبناني في كتاب رسمي مؤرخ في 17 أيار 1983 (رسالة ريغن مؤرخة في 17 أيار أيضا وهي واردة في الصفحة 187 من الكتاب)”.

وأردف: “الوحدة، في خضم الاحتلالات والإنقسامات التي أججت العلاقات اللبنانية – اللبنانية، كان هاجسي تعزيز وحدة البلد والشعب تحت مظلة المؤسسات الرسمية. فكانت الحكومة الأولى مستقلة 100% تمثل المجتمع المدني، لا تمثيل حزبيا فيها، لا مباشر ولا بالواسطة، أولوية هذه الحكومة السعي الى المصالحة الوطنية. أما الحكومة الثانية من الولاية، فكانت إئتلافية بامتياز، جسدت وحدة البلاد، وحفظته حتى آخر يوم من ولايتي. كما دعوت الى عدة مؤتمرات مصالحة وحوار جامعة في جنيف ولوزان وبكفيا، لم يغب عنها أحد”.

وتابع: “الحماية الإقتصادية والاجتماعية، في ظروف ملبدة بالحروب والنزاعات والخراب والدمار والتعطيل المتعمد، عملت على ضبط المحفظة المالية وعلى الحفاظ على الأمن الإجتماعي الى حد كبير، وسلمت الدولة مع نهاية الولاية دون دين خارجي يذكر. كما أني، وحرصا على الثروة الوطنية، عملت على إصدار قانون في مجلس النواب يمنع التصرف باحتياطي الذهب دون موافقة المجلس”.

وختم: “حبذا لو نتخذ العبر من هذه التجربة كما أوردتها في هذا الكتاب، لعل ذلك ينتشلنا من المأزق الراهن، يوقف هذا الإنحدار الإنتحاري على كل الصعد ويحفظ لبنان”.

وشارك في الندوة النائب مروان حمادة، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، الدكتور إيلي سالم، الإعلامي جورج غانم وحشد من الشخصيات السياسية والأكاديمية والصحافية والإعلامية.