اما وقد عُقدت طاولة حوار بعبدا “بمن حضر” في ظل غياب الفريق المعارض للعهد وحلفائه بإستثناء الحزب “التقدمي الاشتراكي” الذي برر مشاركته بضرورة الحوار كمنفذ وحيد لخلاص لبنان، تتّجه الانظار الى المرحلة المقبلة وكيفية إدارة اللعبة السياسية في وقت يواصل سعر صرف الدولار إرتفاعه مقابل الليرة متخطّياً عتبة السبعة الاف في السوق السوداء مع ما يجرّ ذلك من تراجع للقدرة الشرائية بسبب الارتفاع الجنوني لاسعار المواد الاستهلاكية. فكيف يقرأ حزب الله المرحلة وتقلباتها؟
عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب انور جمعة اكد لـ”المركزية” “ان لبنان يمرّ بمرحلة حسّاسة جداً ولدينا علامات إستفهام عديدة عمّا يحصل”، اسفاً “لان لا إرادة موحّدة في البلد”. واعتبر “ان التصاريح والمواقف الرافضة لمبدأ الحوار مؤسفة، ومن لم يشارك في “اللقاء الوطني” في قصر بعبدا برعاية رئيس الجمهورية إما يخاف من محاسبة على ما إقترفه بحق الوطن، او يريد الحكم لنفسه، او يقارب الامور من منظار النكد السياسي او يشارك في اللقاء بدافع ايجاد حلول للأزمة إيماناً منه بتبادل الافكار والطروحات لإنقاذ الوضع”.
وقال: ” نعمل ليل نهار من اجل وقف حكم معيّن يتحكّم بعملتنا الوطنية وتوجهاتنا السياسية، ونقوم بجهود من اجل تحسين الاوضاع الاقتصادية والمالية، لكن للاسف هناك قوى في لبنان تُنفّذ مخططات وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو من اجل الضغط على لبنان عبر “لقمة العيش” للتخلّي عن مقاومته وان يصبح عُرضة للإسرائيلي”.
واكد “ان المقاومة تتمتّع باكبر شعبية في لبنان، فهل يريد الاميركي إزالة هذه الشعبية؟ حتماً لا، لأنه سيخرج خالي الوفاض من هذه المعركة، ونحن لن نسمح بوقوع فتنة في لبنان”.
من جهة ثانية، اكد جمعة “اننا نبذل جهدنا من اجل ترتيب ليس فقط بيت الحلفاء انما البيت اللبناني”، وقال: “لنشبك الايدي من أجل لبنان لا أن نكون مستزلمين لغيرنا”، وذلك في معرض ردّه على سؤال عمّا اذا كان حزب الله سيتدخّل لترتيب العلاقة بين حليفيه، التيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل ورئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية.
وذكّر “بأن خلال مرحلة تشكيل الحكومة اصررنا كثيراً على ان تتمثّل معظم القوى السياسية وان تكون برئاسة الرئيس سعد الحريري، لاننا تمسّكنا بتشكيل حكومة وحدة وطنية تضمّ مختلف الاطراف لا حكومة من لون واحد، لكن في النهاية كان الخيار إنقاذ لبنان “وبمن حضر” فشُكّلت الحكومة الحالية”.