عقد محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر لقاء في مركز المحافظة في بعلبك، ضم النواب والقادة الأمنيين، بطلب من تكتل بعلبك الهرمل النيابي، حيث قال: “الاجتماع اليوم بطلب من تكتل نواب بعلبك الهرمل، هناك تأكيد بأننا اليوم أمام تحد جديد، وقد اختلفت الإمكانيات اللوجستية عن السابق، لن نتحدث عن تدني القيمة الشرائية لرواتب العسكريين، بل نشير إلى أن بعض الأجهزة الأمنية تقوم بتكرير زيت الآليات لاستخدامه مرة ثانية، ورغم ذلك الأجهزة الأمنية جاهزة ومستعدة للقيام بواجبها على أكمل وجه، ولا تعتبر الوضع المادي ذريعة للتقاعس لا سمح الله”.
ورأى أن “الوضع الذي نحن فيه يستوجب اتخاذ إجراءات وطريقة عمل جديدة في محافظة بعلبك الهرمل، فنحن نفعل مجددا الإجراءات الأمنية التي انطلقت سنة 2018، ولكن في ظل الظروف التي نحن فيها حالياً، لا بد من اعتماد أسلوب جديد من التعاطي في ظل التحديات الموجودة الآن، ولكن نحن نؤكد، أن هناك قرارا جديا ببسط الأمن بأي شكل من الأشكال في محافظة بعلبك الهرمل”.
وأشار إلى أن “من ضمن التوصيات إعادة تفعيل الغرفة المشتركة، إضافة إلى توصيات سأرفعها بصفتي رئيسا لمجلس الأمن الفرعي في المحافظة، إلى معالي وزير الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي”.
وقال خضر: “عندما تريد القوى الأمنية، لا سيما الجيش اللبناني، القيام بعمليات معينة، لكي يتم تجنب الأضرار الجانبية، لا بد أن يكون هناك تعاون كامل من قبل الأهالي، وعدم تغطية أي مطلوب حتى لا يسقط لا سمح الله أي أبرياء أو مطلوب في العمليات التي تحصل، نحن نريد أن يسود القانون، ويتم توقيف الخارجين على القانون الذين يتسببون بالمشاكل”.
واعتبر أن “ما حصل ويحصل في مدينة بعلبك وغيرها من إطلاق نار نتيجة خلافات عائلية وفردية، أساء كثيرا للمدينة وسمعتها ولأمن الأهالي”.
بدوره شكر زعيتر، المحافظ خضر وقادة ومسؤولي الأجهزة الأمنية وممثلي حزب الله وحركة أمل “الذين شاركوا في هذا الاجتماع الذي بحث الأوضاع الأمنية في محافظة بعلبك الهرمل، لنصل إلى استقرار بالنسبة إلى راحة واطمئنان أهلنا، ولكن هذا لا يعفينا أيضا من متابعة كل القضايا الإنمائية وحاجات الناس، خاصة في هذه الظروف، لذلك كان البحث متشعبا وعاما، إن كان على الصعيد الأمني أم على الصعيد الإنمائي، وأيضا ظروف وحاجات الناس”.
وتابع: “الهدف من هذا اللقاء، هو ان يكون كل أهلنا وعائلاتنا وناسنا مرتاحين نفسيا وأمنيا في ظل هذه الأوضاع الصعبة”.
وأكد أن “لا غطاء لاحد من قبل النواب أو حركة أمل وحزب الله، والهمان الإنمائي والأمني متلازمان ومترابطان مع بعضهما البعض، وإن شاء الله نستطيع الوصول إلى نتائج تكون لمصلحة أهلنا وناسنا وعائلاتنا، فنحن بالنهاية أبناء هذه المنطقة، وكما نتمنى لأنفسنا نتمنى للغير”.
وختم زعيتر: “هناك هم وطني يطاول أبناء بعلبك الهرمل هو اعتقال علي حسين درويش لدى الإدارة الأميركية والقضاء الأميركي، نحن نتابع هذا الموضوع، لكن يحب على الحكومة ووزارة الخارجية متابعة هذه القضية بشكل حثيث، لتحرير هذا الشاب اللبناني، ونحن كتكتل نضم صوتنا إلى كل صوت يرفض هذه المظلومية التي تطال كل اللبنانيين وليس علي درويش فحسب، وكل لبناني حر وأبي يعتبر نفسه مكان هذا الشاب المظلوم في سجون الولايات المتحدة الأميركية”.
من جهته، رأى النائب حسين الحاج حسن أن “هدف اللقاء التباحث بالوضع الأمني في بعلبك الهرمل والبقاع عامة، فتوجهنا أولا بالشكر إلى الجيش والقوى الأمنية على جهودهم على صعيد الوطن، سواء في الماضي القريب أو البعيد، سواء في موضوع التصدي للعدو الصهيوني والانتصارات التي تحققت عليه، أم بالتصدي للارهاب التكفيري والانتصارات التي تحققت عليه، وكان لا بد من توجيه الشكر على الجهود التي بذلها الجيش والقوى الأمنية على مدى سنوات، وخصوصا في الفترة الحالية التي يشهد فيها البلد أحداثا سياسية وأمنية، فالجيش والقوى الأمنية يقومون بدور كبير لحفظ الأمن في لبنان عامة، وبعلبك الهرمل خاصة، نتيجة عدة عوامل منها الإمكانيات البشرية والمادية، ومنها الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، ومنها الأوضاع السياسية والأمنية”.
وتطرق إلى “ظاهرة تفاقم الوضع الأمني في بعلبك الهرمل خلال الأسابيع والأشهر الماضية، من قبل فئة قليلة جدا من أبناء المنطقة أو من المقيمين فيها، يخالفون القانون، ويسيئون للوضع الأمني، والغالبية الساحقة من أهالي المنطقة متضايقون من الفلتان الأمني الحاصل، ويشتكون إلى الرؤساء والوزراء والنواب، وإلى المحافظ ورؤساء البلديات والقوى الأمنية، ويرفعون الصوت مرارا وتكرارا، والناس تشكو وتئن من إطلاق النار بمناسبة وبلا مناسبة، ويحصل إطلاق النار بقذائف بي7، وبالأسلحة المتوسطة والخفيفة، وتتضرر بالقذائف والرصاص المنازل والمحلات، عدا عن إمكانية سقوط شهداء وجرحى ضحية الرصاص العشوائي، الذي يدب الرعب بالعائلات في أي وقت من الليل والنهار، وهذا أمر لم يعد مقبولا أن يستمر على الإطلاق، فكرامة وأرزاق وحياة وأعصاب الناس ليست ملك أحد”.
أضاف: “لذلك عقدنا هذا الاجتماع لنتحدث بالوضع الأمني عموما في بعلبك الهرمل، ولنطالب الأجهزة الأمنية التي تقوم بدورها، ولكن المطلوب منها أن تكثف وتعزز وتضاعف دورها وعملها، وهم مشكورون في ظل ظروفهم وارتفاع سعر الدولار وانعكاساته على المواطن والقوى الأمنية”.
وأكد انه “ليس مسموحا لأحد لا لنا كنواب، ولا لحزب الله وحركة أمل، ولا للمحافظ والقوى الأمنية والمسؤولين، أن نستسلم أمام هذا الواقع الخاطئ المطلوب معالجته، ونحن من جهتنا لم يكن لدينا غطاء لأحد ولا اليوم عندنا غطاء، ولن يكون لدينا غطاء على أي مخالف أو مخل بالأمن”.
وتابع: “قررنا كمجتمع أهلي من ضمنه حركة أمل وحزب الله وتكتل نواب بعلبك الهرمل، سلسلة تحركات لكل الفعاليات السياسية والأحزاب السياسية، لرجال الدين المسيحيين والمسلمين، السنة والشيعة، للبلديات والمخاتير، للمهن الحرة، للمثقفين، للأساتذة للمدراء، للفاعليات الاجتماعية ولكل الفئات، سيكون لنا لقاءات وتحركات رافضة لهذا الواقع الأمني، وداعية الدولة والأجهزة الأمنية والعسكرية لكي تقوم بدورها الأمني كاملا، ولديها كل الصلاحية، وهذا دورهم الدستوري والقانوني”.
وختم: “نحن ندعو إلى المشاركة الكثيفة باللقاءات وعلى مواقع التواصل، لنقول بكلمة واحدة الأمن والأمان نعمتان مفقودتان، والصحة والأمان من النعم التي يعرف قيمتهما الإنسان عندما يفقدهما، وسنبقى نعمل لنحافظ على الأمن والأمان لأهالي بعلبك الهرمل”.
وحضر الاجتماع النواب: حسين الحاج حسن، غازي زعيتر، علي المقداد، إبراهيم الموسوي والوليد سكرية، المحامي العام الاستئنافي القاضي كمال المقداد، مدير مخابرات الجيش اللبناني في منطقة البقاع العميد الركن علي عواركة، قائد منطقة البقاع الإقليمية في قوى الأمن الداخلي العقيد ربيع مجاعص، رئيس شعبة معلومات البقاع في الأمن العام العقيد جمال الجاروش، قائد سرية درك بعلبك الإقليمية العقيد إدوارد قسيس، رئيس دائرة أمن عام بعلبك المقدم غياث زعيتر، المدير الإقليمي لمديرية أمن الدولة في بعلبك الهرمل الرائد حسين الديراني، آمر مفرزة إستقصاء البقاع الرائد عباس جانبين، رئيس مكتب معلومات قوى الأمن الداخلي في بعلبك النقيب مصطفى الجباوي، رئيسة دائرة البلديات في المحافظة هبة زعيتر، المسؤول التنظيمي لحركة “أمل” في قيادة إقليم البقاع أسعد جعفر، مسؤول منطقة البقاع في “حزب الله” حسين النمر، ووفد من القيادتين.