IMLebanon

رسائل حوار بعبدا للداخل والخارج.. سليمان نجمها!

صحيح أن حوار بعبدا الذي كان من المفترض أن يكون جامعا لم يحقق الهدف المرجو منه، على اعتبار أنه لم يستطع تأمين الاجماع الوطني حول الرئاسة الأولى مركزا لاجتراح الحلول. لكن قراءة متأنية للصورة التي خرجت بها الطاولة الحوارية على اللبنانيين تفيد بأنها قد تكون حملت بعض الرسائل السياسية إلى الداخل والخارج.

ذلك أن الموضوعية  تقتضي الاعتراف، بحسب ما تشير مصادر سياسية مراقبة عبر “المركزية” بأن حضور الرئيس ميشال سليمان، إلى النائب تيمور جنبلاط خرق الصورة النمطية لفريق أركان الحكم والحكومة مجتمعين حول طاولة لم تنته إلى قرارات تهم الناس، وهو ما اعترف به رئيس الحكومة حسان دياب في مداخلته المنقولة على الشاشات. وفي السياق، تلفت المصادر إلى أن أحدا لم يكن يتوقع ألا يبادر الرئيس سليمان إلى الحديث عن إعادة إحياء إعلان بعبدا الذي عمل له طويلا ونجح في انتزاع إجماع المتحاورين حوله عام 2012. على أن الأهم، بحسب المصادر عينها، قد يكمن في أن سليمان تجرأ حيث تخاذل كثيرون، على اعتبار أنه فتح المواجهة السياسية حول الخيارات الاستراتيجية الكبيرة مع حزب الله بالتحديد، حيث اتهم الحزب بشكل مباشر بأنه نقض إعلان بعبدا وتسبب بالانهيار الذي تعاني البلاد اليوم تداعياته الكارثية. وهو ما لم يكن الحزب يتوقعه من أحد، بدليل المشادة الكلامية بين سليمان من جهة، ونائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، الذي خاطب سليمان بلقب “الجنرال”، نازعا عنه الصفة الرئاسية، في تعبير متجدد عن معارضة الضاحية وصول سليمان إلى بعبدا، مع العلم أن نحو أربع سنوات مضت على نجاح الحزب في ايصال الرئيس عون، الحليف الأوفى، إلى الرئاسة الأولى.

وتلفت المصادر إيضا إلى أن إعادة الحديث عن الحريق الميلادي الذي أطاح لوحة إعلان بعبدا، بدت بمثابة تذكير للبنان بالتزاماته الدولية، خصوصا تجاه الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، معتبرة أن في ذلك “ضربة معلم” قد تخدم لبنان، في زمن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، حيث أن الدول المانحة لا تزال في انتظار الاجراءات الاصلاحية المطلوبة. فهل تتلقف بعبدا كرة سليمان؟