يسير العراق بخطى ثابتة نحو إستعادة الدولة لهيبتها وسيادتها. وبدأت نقطة التحوّل مع وصول مصطفى الكاظمي الى سدّة رئاسة الحكومة ورفعه شعار “السلاح بيد الدولة فقط” الذي يتقاطع مع الخطوة الجريئة التي قامت بها قوات الامن العراقية منذ ايام بمداهمتها مراكز تابعة لتنظيم “حزب الله” العراقي وتوقيف أكثر من 10 عناصر منه على خلفية هجماته ضد القوات الاميركية في بغداد، بعد مصادرة صواريخ (كاتيوشيا) واسلحة يستخدمونها لاستهداف القواعد الاميركية والمطار.
وإنطلاقاً من الدعم الذي يحظى به الكاظمي من المرجعية الشيعية علي السيستاني ومن توافق اميركي-ايراني، يسعى الى إعادة العراق الى الخط المستقيم كدولة سيّدة مستقلّة لا تشاركها في القرارات السيادية فصائل مسلّحة وميليشيات مع تحييدها عن الصراعات الاقليمية والدولية.
ويبدو ان مسيرة الحكم القائمة في العراق منذ تكليف الكاظمي تشكيل الحكومة ازعجت ايران التي تعتبر بغداد من ضمن العواصم العربية الخاضعة لسيطرتها ونفوذها وتدعم الحشد الشعبي وحزب الله العراقي.
اوساط دبلوماسية متابعة للشأن العراقي كشفت لـ”المركزية” “ان الكاظمي قد يزور واشنطن قريباً تلبية لدعوة رسمية وجّهها البيت الابيض، حيث سيلتقي الرئيس الاميركي دونالد ترامب ويبحثان في التطورات العراقية وما آلت اليه الاوضاع الامنية والمعيشية والسياسية منذ ان إستلم الكاظمي دفّة الحكم”.
ولفتت الى “ان ايران غير مرتاحة لما يجري في العراق كونه يصبّ في خانة “فقدانها” ورقة اساسية في المنطقة، لاسيما ان الكاظمي يحظى بدعم داخلي من مختلف الفئات العراقية، من الاكراد والسنّة والشيعة، ما يعني ان الخطوات التي يقوم بها مدعمة ببغطاء داخلي لا يمكن تجاوزه”.
واشارت الاوساط الدبلوماسية الى “ان الجمهورية الاسلامية تُدرك بان هناك محاولة عراقية داخلية مدعومة من الولايات المتحدة للتخلص من النفوذ الايراني، والخطوة الاولى التي إتّخذها الكاظمي عند تكليفه بإعادة ضباط الى مسؤولياتهم السابقة بعدما طلبت طهران استبعادهم بسبب رفضهم قمع التظاهرات التي قامت في مدن عراقية، اوّل الشرارة وإستتبعها بقرار ملاحقة عناصر تنظيم “حزب الله” العراقي اقوى فصيل مسلّح تابع مباشرةً لايران ويحظى بدعمها المالي والعسكري”.
وفي حين تحدّثت الاوساط “عمّا يقارب 40 الف مسلّح تابعين لايران موزّعين بين فصائل الحشد الشعبي وحزب الله وعصائب اهل الحق واخرين، سألت “هل تُترجم ايران إنزعاجها من التحوّلات العراقية بالطلب من فصائلها “قلب الطاولة” وإعادة عقارب الساعة الى الوراء؟ خصوصاً ان قرار الكاظمي بإزالة لافتات وصورة عملاقة للمرشد الاعلى علي خامنئي من شوارع العراق لا يمكن فصلها عن سلسلة الخطوات “الجريئة” التي يُضيفها رئيس الحكومة الى سجله بعنوان “ايران برّا برّا”.
على اي حال وبإنتظار حلول الكاظمي ضيفاً في البيت الابيض والنتائج المرتقبة لهذه الزيارة “الجريئة”، يسأل مسؤول لبناني معارض في معرض مراقبة ما يجري في العراق “متى يأتينا “كاظمي” لبناني يُنهي النفوذ الايراني وسيطرته على لبنان من خلال حزب الله ونزع صور القادة الايرانيين المنتشرة في مناطق عدة تمهيداً لنزع سلاح حزب الله وحصر كل السلاح بيد الشرعية فقط؟ وهل من امل بإمكان عودة لبنان الى لبنانيته بعيدا من صراع المحاور؟