حذّرتُ منذ بداية أزمة «كورونا» من أنّه عندما تذهب سكرة الفيروس، سيستيقظ اللبناني على كابوس فَكرة الفواتير، وبينها فواتير الهاتف، فالإنترنت الأرضي أصبح حاجة ملحة للعائلات. فالاولاد ومعظم الكبار، منذ بداية زمن «كورونا» وهم سجناء في المنزل، واستهلاكهم للإنترنت تضاعف مرّات عدّة، إنْ لجهة الدرس «أون لاين» والامتحانات أو لجهة الألعاب الإلكترونية أو لجهة مشاهدة الافلام وغيرها!
وفي زمن الامتحانات، قرّرت الحكومة متمثلة بوزارة الاتصالات معاقبة الناس وذبحهم، وقطعت خطوط الهاتف ومعها الانترنت بسرعة خيالية، من دون مُهَل أو إنذار، لأنّ «الدولة بدها حقّها، وأبتفهمش!».
هذه التصرّفات المتوحّشة لوزارة الاتصالات، تُضاف إلى أفخاخ فواتير الإنترنت على الموبايل، وبيع الوقت وتشريج الأيام والخدمات السيئة… كلها مؤشّرات تُضاف إلى اللاثقة بحكومة تعد بالمستحيل، ولا تقوم بالممكن!!
وكنّا قد طالبنا مرارا وتكرارا بزيادة الإنترنت المنزلي 4 أضعاف للاشتراك نفسه، وبالإعفاء من الفواتير في زمن «كورونا»، وبعدم قطع الخطوط، وبوقف بيع الايام، واعتماد خط التشريج بشكل دائم أو سنوي على الأقل.. لكننا في الزمن السياسي الرديء. ذبح المواطن على الهوية اللبنانية مستمر من قِبل وزارة الاتصالات والحكومة، ولا حل سوى بتغيير الحكومة وإعادة إنتاج كل السلطات!