في مقابل الـ97% “إنجازات” التي تحدّث عنها رئيس حكومة “مواجهة التحدّيات” حسّان دياب في مناسبة مرور مئة يوم من عمر الحكومة، 3% متبقية لم يأتِ على ذكر سبب عدم تحقيقها ولو انه كرر المعزوفة ذاتها لجهة وجود “اعداء” داخليين يتآمرون على حكومته وينتظرون الفرصة المناسبة للإنقضاض عليها وفق قاعدة “قوم تا اقعد محلك”.
التذكير بخطاب انجازات الـ97% الذي مرّ عليه اكثر من شهرين يجوز التساؤل اليوم عن “قيمته” في بورصة اسعار السلع والمواد الاستهلاكية التي لا تعرف التراجع وصرف الدولار مقابل الليرة الذي يواصل الارتفاع متخطّياً عتبة العشرة الاف. فلماذا تتراجع معيشة اللبنانيين، حيث ترتفع معدلات البطالة والفقر في وقت هناك 97% من الإنجازات محققة لا يوفّر صنّاعها مناسبة الا ويذكرون بها؟
اوساط سياسية في المعارضة اجابت على هذه التساؤلات عبر “المركزية” بإشارتها الى العزلة العربية والدولية التي تقبع تحتها الحكومة ورئيسها والتي تحول دون دفع الإنجازات نحو التحقيق”.
ولفتت الى “ان الرئيس دياب يعيش في السراي عزلة عن العالم الخارجي، فقد غابت زيارات الدبلوماسيين الغربين والعرب عن جدول لقاءاته، خصوصا الخليجيين على غرار ما كان يحصل مع غيره من الرؤساء، حيث كان سفيرا السعودية والامارات تحديداً هما من يفتتحان خط الزيارات الى السراي مُكرّسين “الرضى” الخليجي والعربي عن الرئاسة الثالثة السنّية المناصرة تاريخياً للخط العربي والخليجي”.
وفي مقابل “التصحّر” الذي يُخيّم على اجواء السراي الحكومي نتيجة غياب الزيارات لسفراء عرب وخليجيين، حركة دبلوماسية لافتة وناشطة في الاونة الاخيرة يقودها سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري بلقائه شخصيات سياسية ومالية ومسؤولين ماليين واعضاء في وفد التفاوض مع صندوق النقد الدولي واخيراً امس السفيرة الاميركية دوروثي شيا التي زارته في دارته في اليرزة بعد قرار قاضي الامور المستعجلة في صور محمد مازح كما زارت سفير دولة الامارات حمد الشامسي.
وتسأل الاوساط السياسية المعارضة “كيف يمكن للرئيس دياب الذي تنوء حكومته تحت وطأة ضغوط مطلبية ومعيشية هائلة ان يواجه ما يحصل وهو حتى الان لا يملك في سجله الحكومي اي زيارة خارجية او حتى لقاء مع سفراء لطالما قدّموا المساعدات المالية للبنان من اجل مواجهة الازمات التي تعصف به؟ كيف يتغنّى بإنجازات 97% وهو لديه صفر علاقات عربية وخليجية وغربية؟ هل ينتظر المساعدات من محور الشرق الذي سبقت دوله لبنان الى الانهيار الاقتصادي والمالي”؟
واذ ذكّرت الاوساط “بأن الدول الخليجية تحديداً لم تبخل يوماً على لبنان لمساعدته، وكانت في صدارة الدول المانحة في المؤتمرات الدولية التي خُصصت للبنان”، اسفت “لهذا الغياب المدوّي للبنان عن سجل الزيارات العربية والخليجية والدولية في وقت كان يتمتّع بعلاقات جيّدة مع اشقائه العرب واصدقائه الغربيين”.
واضافت “كيف يتوقّعون تأمين مساعدات للبنان وهو “ادار ظهره” لاشقائه واصدقائه التاريخيين ولم يلتزم بسياسة النأي بالنفس عن مشاكلهم الداخلية؟ من اين ستأتي الاموال والقيّمون على الحكم الان لم يقوموا بزيارة خارجية ذات فائدة؟ حتى ان رئيس الحكومة حسّان دياب لم ينجح بتأمين زيارة الى السعودية واستقال مستشاره للشؤون الدبلوماسية بعد فشل اقناع السعوديين باستقباله؟ كيف سيعوّض دياب عن هذا الغياب، خصوصا وان مواقف دول الغرب لاسيما فرنسا الداعمة للحكومة غير مشجّعة بعد موقف وزير خارجية فرنسا جان ايف لو دريان الاخير بأن الوضع في لبنان اصبح “مزعجاً” وتخوف من وقوع حوادث بسبب الاوضاع المالية والاقتصادية، ودعا الى ضرورة اجراء الاصلاحات.
وختمت اوساط المعارضة “كلمة السر باتت معروفة لدى الجميع. لا مساعدات من دون اصلاحات ويبدو ان الحكومة الحالية لم تفهم هذه المعادلة بعد وهي ماضية في سياسة “دفن الرأس بالرمال” لحسابات ضيّقة لا تتناسب وحسابات المصلحة الوطنية”.