جال وزير الصحة حمد حسن في منطقة النبطية بدعوة من مديرية العمل البلدي في المنطقة الثانية “حزب الله”، وكانت محطته الاولى في مركز الحجر الصحي لمرضى كورونا في مستشفى الحكمة في النبطية والذي تشرف عليه الهيئة الصحية الاسلامية.
وعقد لقاء في قاعة المستشفى حضره الى حسن، رئيس بلدية النبطية احمد كحيل، مدير مكتب الوزير حسن عمار، مسؤول العلاقات العامة في المنطقة الثانية في “حزب الله” حسان بكري، مدير مستشفى الحكمة علي الصباغ، مسؤول المكتب الصحفي في “حزب الله” في النبطية عماد عواضة، والطاقم الطبي والتمريضي. وتخلل اللقاء شرح لكل من مدير الهيئة الصحية الاسلامية في المنطقة الثانية هشام حسن، ومدير مراكز الحجر الصحي التابعة للهيئة الصحية احمد سعد عن الخطط التي اعتمدت لمواجهة تفشي وباء كورونا.
بعد ذلك جال حسن في اقسام مركز الحجر واستمع للمشرفين على الاقسام عن “آلية التعامل مع مرضى كورونا” والاجراءات المتخذة في هذا المجال.
بعد الجولة قال حسن: “حقيقة نحن في مركز الحجر الصحي لمرضى الكورونا في مستشفى الحكمة في مدينة النبطية حتى نعاين ونطلع على الارض هذا المستوى العالي من المسؤولية في التعاطي مع موضوع الكورونا وحماية المجتمع من اي تفشي محتمل، وأود الاشارة الى 3 نقاط لمستها في هذه الجولة: الاولى في الشكل الذي شاهدناه في اقسام المركز من الصالة الى الاستقبال وغرفة المحجورين والفرق الطبية، بالشكل الامر مثالي جدا، وحقيقة ان ما شاهدته مدرسة في التعاطي اللوجستي مع المرضى وهذا يتم كله بجهد قياداتنا السياسية وعلى رأسهم سماحة الامين العام السيد حسن نصرالله، والذي هو اطلق هذه المبادرة بضرورة رفع الجهوزية المجتعمية لمواكبة الوافدين ونحن مع فتح مطار بيروت الدولي لدينا كم من الوافدين وقد يكون لدينا عدد من الاصابات او المخالطين وبالتالي نجد اهمية مراكز الحجر وبنفس الوقت لا شك ان حجر بعض الاصابات هنا وتشخيصها بالوقت المناسب وعزلها عن محيطها كان له الدور في مكافحة تفشي الوباء وهذا كما قلت عمل مهني وعلى درجة عالية من المسؤولية والرؤية”.
واضاف: “اما في المضمون فالواضح ان التعاطي على الارض هو السبيل الوحيد الناجع لتحقيق الهدف لانه حقيقة وليس خافيا عن احد ان هنالك بعض التعثر بين اللجان الرسمية التي شكلت وخاصة على مستوى المناطق والمحافظات وصعوبة ترجمتها على الارض، فقد شكلت لجان وانعقدت اجتماعات ورسمت خطط ولكن تطبيق هذه الخطط كان متعثرا لتاريخه، واليوم الذي رأيته هنا هو عمل ميداني، مثالي، نموذجي يقتدى به، وكما سمعت من شرح المسؤولين هنا انهم استقبلوا اشخاصا من عرسال ومن مناطق البقاع وغيرها من المناطق اللبنانية حتى يعاينوا ويشاهدوا وينقلوا الافكار عن مستوى التدخل والعناية ومستوى المسؤولية، لذا بالمضمون هناك عمل متكامل، فريق من المتطوعين وهذا ما اريد التركيز عليه، ولهولاء المتطوعين اليوم نوجه لهم التحية وكل الشكر باسم كل المجتمع اللبناني ومن كل المناطق، لأنهم جيش من المتطوعين عملوا في الظل وبالخفاء لحماية هذا المجتمع ولم يقصروا ابدا، وهذا يدل على ان مجتمعنا مجتمع حي وبمنطقة مثالية، منطقة الجنوب اللبناني الحي، منطقة هذا الشعب المضحي، والمسؤول وهذا الشعب الذي لا يبخل بالغالي والنفيس لحماية مجتمعه، أكان بحمل السلاح لمواجهة العدو المتغطرس، او لمكافحة اي وباء او آفة ممكن ان تشكل خطرا على مجتمعنا”.
وتابع: “اما بالنسبة للنقطة الثالثة وهي الاستراتيجية، فلقد أنصفنا في معركة الكورونا، انصفنا كحالة، انصفنا على المستوى العالمي، هنالك ثناء على اداء وزارة الصحة العامة وعلى اداء الجهة السياسية الراعية والداعمة لوزارة الصحة الا وهي حزب الله، فعندما تنشر “وكالة الصحافة الفرنسية” وغيرها من الوكالات الاعلامية الدولية والعالمية التقارير عن هذه الجهوزية، وعندما نستمر في هذا العمل بما خطط له سابقا ويطبق على الارض، اذا بالاستراتيجيا كنتم رسالة مضيئة، وكنتم رسالة أمن وسلام لكل المناطق اللبنانية التي اخذت من هذا النموذج وتعاطت معه بواقعية وبمسؤولية وهكذا انا شاهدت في مجدل عنجر ساروا على هذه الخطى وببشري وبالجبل وبكل المناطق وببرجا وبالبقاع الغربي وببعلبك والشمال، كل المناطق تعاطت على هذا المستوى الذي شاهدته هنا، اذا عندما تتكامل هذه الرؤيا وهذا الحرص وهذه البصيرة والاستشراق نؤكد استمرار معركة ضد انتشار وباء كورونا، سجلنا نقاطا متقدمة جدا، قد يكون هناك بعض التفلت بين الحين والاخر ولكن مع عدد اشغال ضئيل جدا ومتدن لغرف العناية الفائقة واجهزة التنفس وهو ما نعتبره ضمن السيطرة والقبول، ولكن يجب ان لا نغفل ان هذا الوباء في لحظة من اللحظات قد يتفلت وخاصة مع وفود العديد من الحالات من بلاد الاغتراب والذين هم اهلنا ومسؤوليتنا وكما ان حماية مجتمعنا وحمايتهم من مسؤوليتنا”.
وختم “بتوجيه التهاني والشكر لكل العاملين من فرق طبية وتمريضية في هذا المركز كما هنأ “هذا التكامل في العمل بين البلديات والقوى السياسية وبين المجتمع المدني وبين الهيئة الصحية الاسلامية والكشاف والدفاع المدني”.
بعد ذلك، انتقل حسن الى قاعة اتحاد بلديات الشقيف -النبطية حيث عقد لقاء موسع بينه وبين الفعاليات السياسية والحزبية والبلدية والانمائية والصحية للبحث في “استمرارية بذل الجهود والتعاطي بمسؤولية عالية في مواجهة وباء كورونا مهما كانت النتائج ايجابية على الارض، في ظل عوامل عديدة قد تساهم في عودة تفشي هذا الوباء بشكل واسع”.
وتحدث حسن عن “التعاون المتكامل الذي تم لمواجهة تفشي كورونا”، مشيدا “بالتعاون وبالجهد الذي بذلته بلديات المنطقة في هذا المجال”، وقال: “هنا لا بد ان اشيد بالبذل الاستثنائي الذي بذلته بلدية النبطية واتحاد بلديات الشقيف في هذا المجال الصحي والغذائي”.
واضاف: “لقد سجلنا تقدما في موضوع كورونا وتأهلنا جميعا، مجتمعا ومؤسسات، ولكن لدينا تحدي الوافدين، والذي ممكن ان يكون بينهم اصابات وعليه لا يمكن ان نتوقف وكأنه انتهى النزال. بالعكس، النزال مستمر والجهوزية قائمة بمستواها المتقدم وبأهبة الاستعداد للاستمرار بحماية المجتمع اللبناني، وهنا لا بد ان اشير انه بمركز الحجر الذي اقيم هنا في النبطية في مستشفى الحكمة او في بلدة الوردانية تبين كم ان المسؤولية الوطنية متقدمة عند اخواننا القيمين على هذين المركزين، عندما تفتح صدرك وبيتك ومحجرك لكل شرائح المجتمع اللبناني، هذه السمة سمة القوي، سمة المحبة وسمة الحق والتي منها نتمنى ان تعمم على كل المناطق اللبنانية وهو ما يحصل”.
وقال: “اما على المستوى الحكومي، فالهمم عالية، فالامام علي عليه السلام يقول “اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا، واعمل لاخرتك كأنك تموت غدا”، ونحن سنعمل كل يوم على انه يوم جديد، ونحن لدينا كم هائل من الحرمان من المؤسسات الاستشفائية العامة والحكومية وشاءت الصدف مع ازمة كورونا ان اتت ازمة مالية اقتصادية مهددة لكل الكيانات وضمنا القطاع الصحي، وبنفس الوقت تم العمل من ايام اخونا الوزير جميل جبق على نيل قرض من البنك الدولي وعلى هبة من غيره ونحن نعمل على استكمال رفع الجهوزية بالمستشفيات الحكومية لانه قد تتضرر بعض المستشفيات الخاصة وتكون فعلا رهن – للاسف – الواقع الاقتصادي والمالي القائم والمرير، ولكن نحن مسؤوليتنا في المستشفيات الحكومية وفي القطاع الصحي العام ان نعطي اكثر وان يكون لدينا الخطط الرديفة والبديلة، اكيد لن نترك المستشفيات الخاصة، لا بل سنساعدها، ولكن اعتقد وهذا امر واقعي ومن خلال المعطيات التي لدينا ان هناك تحديا لسنتين الى ثلاث سنوات، وهذه فرصة للمجالس الادارية ولمدراء المستشفيات الحكومية وللمستوصفات التابعة لوزارة الصحة وللمراكز الرعائية ان يأخذوا دورهم ولا يتأخروا، ونحن سنكون الى جانبهم”.
واضاف: “بالسياسة واضح ان كل ملف فيه تعاون مع صفاء النية تكون نتيجته النجاح والذي عمل في ملف كورونا يجب ان يتعمم على كل ملف، ايمانا منا ان لبنان للجميع ولبنان لا يقوم الا بيد مقاومة لكل من يتربص ضد امن وحماية هذا الوطن وبيد تعمل للانماء والاصلاح وحماية الانسان”.
المحطة الاخيرة لحسن كانت في مركز الهيئة الصحية الاسلامية والدفاع المدني – المنطقة الثانية في النبطية، حيث كان في استقباله مدير الدفاع المدني خضر الحاج علي ومسؤولو القطاعات، حيث استعرض الفرق المتخصصة في الهيئة في مجالات الاطفاء والاستشفاء والاسعاف، وعاين عشرات سيارات الاسعاف والاليات التي وضعت مع الفرق المتخصصة والمعدات، واستمع الى شرح عن الخطط التي اعتمدتها الهيئة الصحية والدفاع المدني في مجال الوقاية من تفشي مرض كورونا”.
بعد الجولة قال حسن: “نلتقي في ساحة من ساحات الصراع المشرفة ضد وباء كورونا، وهذا هو العنوان العام، اما الحقيقة، فهنا ملحمة من ملاحم البطولة التي يقدمها هذا الخط مع كل الجنود من مختلف المستويات، من فرق الانقاذ والاسعاف والدفاع المدني والهيئة الصحية الاسلامية ومع كل المتطوعين الذين فعلا يتراءى للبعيد ان الصورة لم تكن جدية في بدايتها بالمعنى العام. اما ما نراه اليوم من جهوزية هذه الفرق وعملها الميداني وهذا التعب وهذا العرق الذي يتصبب من الجبين فعلا لنجدة ونصرة اهلهم لمكافحة وباء عجزت عنه الكثير من الادارات والوزارات والدول على المستوى العالمي”.
وأضاف: “نحن ننقل الصورة ان التكامل المسؤول والمتواضع رغم الامكانات المتواضعة، قدرنا بصدق وثقة وبصيرة وتبصر ان نعمل سويا لنتكامل ونعمل من خلال هذا المنظومة القوية ومن خلال خطة مناعة قوية يعجز عنها الوباء والمتربصون من خلف الوباء الى المس بهذه المنظومة الشعبية الرسمية على كل المستويات، واريد ان اقول من النبطية ومع فرق الهيئة الصحية والدفاع المدني ان جهودكم التي بذلت كانت جبارة ومميزة وعالية المسؤولية وبمهنية وحرفية وعالية وبمعرفة وبمبادرة”.
وتابع: “احيي جهودكم في كل المجالات، جهود كل فرد ومتطوع منكم في الهيئة الصحية والدفاع المدني فيها، وحرصكم على خدمة مجتمعكم، هذا اللهفة والمحبة التي تمتلكونها وهذا الحرص على الارض وعلى اهل الارض الذي هو ضمان للبنان ولمستقبل لبنان، اذا قلنا بمنظومتنا شعبا وجيشا ومقاومة، فعلا نكون صادقين، اليوم تبين ان الشعب على قدرة ومقدرة عالية من الوعي، كما اننا نرى المقاومة بوجهها المدني المتقدم والمنضبط لانه عندما يكون لدينا وباء نمتلك الحكمة والحنكة في التعاطي معه وهذا ما يميز الاطقم الطبية والصحية والمدنية والمجتمعية التي نراها هنا في النبطية، اما من خلال الثلاثية الذهبية التي تحدثت عنها ايضا، فتحية للجيش الذي وقف الى جانبنا ابتداء من المطار الى القرى والبلدات الى المدن ومع كل القوى الامنية والعسكرية، فعلا بهذه الثلاثية التي انتصرنا بها على عدونا الاسرائيلي والتكفيري، نحن نقول لمجتمعنا اللبناني ورغم كل الظروف ورغم كل الآهات ورغم كل التحديات سنبقى، لبنان لن يخضع، لبنان لن يركع وسننتصر”.
وتسلم حسن درعا تقديريا من مدير الدفاع المدني في الهيئة الصحية الاسلامية خضر الحاج علي.
بعد ذلك زار حسن مصلحة الصحة في محافظة النبطية حيث التقى رئيسها الدكتور علي عجرم والموظفين، واثنى على “جهودهم في كل المجالات وخاصة في ازمة مرض كورونا، وعملهم الدؤوب رغم الامكانات القليلة”.