إذا كانت الاجواء المحيطة بـ”حزب الله” تعكس انتقال الحزب الى وضع احترازي في الآونة الأخيرة، في موازاة ارتفاع وتيرة التهديدات بفرض ضغوط عليه، وصفتها واشنطن بأنّها خانقة له، فإنّ ما تشي به الحركة الديبلوماسيّة الغربية المتزايدة في هذه الفترة، يعكس تحذيراً للمستويات الرسمية في لبنان، من انّ عمليات الضغط ستتسارع حتى لا يتمكن “حزب الله” من احتواء الصدمات التي يتعرّض لها.
وجديد هذه الحركة الديبلوماسية، ما جرى إبلاغه إلى مسؤولين لبنانيين، بأنّ الغرب وواشنطن يرصدان بشكل مباشر وحثيث ردّ فعل “حزب الله”، في الداخل اللبناني، وعلى الحدود مع اسرائيل، في ظلّ معلومات بأنّ الحزب قد دخل في حال استنفار في تلك المنطقة”.
ولعلّ اللافت للإنتباه في هذا السياق، هو الحضور الأميركي شبه اليومي على خط الأزمة اللبنانية، عبر المواقف المتتالية لكبار المسؤولين في الادارة الاميركية، وصولاً الى السفيرة في بيروت، وهذا يؤشّر الى أنّ واشنطن حدّدت لبنان كنقطة حيوية لها في هذه المرحلة، على حدّ تعبير أحد كبار المسؤولين، الذي ابلغ الى “الجمهورية” قوله، إنّه “توقف مليّاً عند الإعلان الاميركي الأخير، الذي عبّرت عنه المتحدثة بإسم وزارة الخارجية الاميركية، والذي يؤشر الى خطوات معيّنة قد توجّهها الادارة الاميركية في اتجاه لبنان”.
وكانت المتحدثة بإسم الخارجية الاميركية مورغان اورتاغوس، قد جدّدت في الساعات الماضية، اتهام “حزب الله” بأنّه “قوة مزعزعة للاستقرار في لبنان والمنطقة”، وقالت: “إنّ الولايات المتحدة الاميركية ستفعل ما في وسعها مع الفرنسيين وغيرهم من أجل مستقبل أفضل للبنان”، وخلصت الى القول: “انّ خيارات صعبة أمام القادة اللبنانيّين”.
واذا كانت الخيارات التي اشارت اليها المتحدثة الاميركية، قد تُفهم بحسب المسؤول المذكور، على انّها مرتبطة بإصلاحات يُطالب لبنان بإجرائها، إلاّ انّه يتساءل عن المقصود بـ”غيرهم”، الذين أشارت اليهم الولايات المتحدة الاميركية في كلامها، فهل المقصود اسرائيل؟ فإن صحّ ذلك، فهذا معناه دخول لبنان، وربما معه المنطقة بأسرها في دوامة عنف وحرب مدمّرة”.