استبعد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري العودة إلى رئاسة الحكومة في المدى القريب.
ولدى سؤاله في مقبلة أجرتها معه صحيفة “الباييس” الإسبانية عما إذا كان يتوقع العودة إلى منصب رئيس الوزراء، أكد الحريري أنه لا يتوقع ذلك “على الأقل حتى تتحقق الشروط التي يعرفها الجميع ليتجدد الأمل في الانتعاش الاقتصادي ومنح الشعب اللبناني ما يريده حقًا: إصلاح حقيقي، وفرصة للكرامة الوطنية والاجتماعية والشخصية.”
وأشار الحريري إلى أنه “في لبنان يخشى المرء على حياته كل يوم”، لافتًا إلى أنه أصبح يخشى الوضع بعد اغتيال والده “لذلك بات لا يتنقّل كثيرًا ويفضل المكوث في منزله”.
وفي حديثه عن احتمال اتجاه لبنان نحو حرب أهلية، قال الحريري: “لبنان يمر في أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، وإن الشعب سيواصل التظاهر ضد الحكومة، وسوف نشهد نوعًا من عدم الاستقرار، لكنني أشك في أن البلد سيصل إلى حالة مجاعة كما يقول البعض”.
وأضاف: “إنها أزمة مماثلة لتلك التي شهدتها اليونان، ولبنان بحاجة إلى إصلاحات. كنت أعلم أننا سنصل إلى هذه النقطة، لكن إذا جرى تنفيذ الإصلاحات في وقت سابق لما وصلنا إلى هذا الوضع”.
وتابع الحريري: “إن اللبنانيين شعب مرن جدًا وقد خاض هذا البلد حربًا أهلية ولا يريد الشعب العودة إلى ذلك. تعرف جميع الأحزاب السياسية أن هذا خط أحمر لا يريد أحد تجاوزه. لذلك تحتاج الحكومة إلى التحرك وتفعيل الإصلاحات بسرعة”.
وفي ما يتعلق بالخطوات التي يجب على الحكومة اتخاذها للتخفيف من حدة الأزمة، أوضح الحريري أن “هذه الأزمة خطيرة ومتعددة الأوجه”، لافتًا إلى أن “جميع الخيارات السياسية مؤلمة، لكنني واثق من أن هناك مخرجًا من الأزمة. يجب أن يكون التركيز في المقام الأول على إعادة بناء الثقة لتحقيق الاستقرار، ثم معالجة الاختلالات الكلية وضمان المتطلبات الضرورية للتعافي القوي في مرحلة لاحقة. وهذا يتطلب أولًا وضع خطة شاملة تغطي جميع جوانب الأزمة”.
وشدد الحريري على “ضرورة تأمين دعم محلي قوي لخطة الإصلاح من خلال التشاور المكثف مع جميع أصحاب المصلحة، والالتزام بتوصيات صندوق النقد الدولي لتطوير برنامج مصمم خصيصًا للبنان، وضمان حزمة كبيرة من المساعدة الخارجية من الدول المانحة والمؤسسات المالية الدولية”.
ولفت الحريري إلى أن “جزءًا كبيرًا من العمل الذي نقوم به كمعارضة يكون في البرلمان”، مضيفًا: “يجب أن يُفهم أن 60 في المئة من الشعب صوتوا لمصلحة “حزب الله”، الذي تعتبره واشنطن إرهابيًا، وهذه ديمقراطية. لا يمكن إنكار وجودهم، ولا يمكن إنكار أصواتهم في البرلمان. نحن لا نشارك استراتيجيته الإقليمية ولا نعتقد أنها إيجابية لمصلحة لبنان الوطنية”.
وأكد الحريري أنه لا يشعر بالندم في ما يتعلق باستقالته “لأن هذا ما أراده المحتجون”.