لفتت جمعية الصناعيين اللبنانيين في بيان إلى انه “لقد وقع المحظور، والمشهد يزداد سوادا وحدادا على خسارة أعمدة من الصناعة الوطنية.”
وتابع البيان: “لقد سقطت مصانع ومنها جذورها ضاربة في تاريخ لبنان، والخوف بات يتسلل الى القلوب لأن ليس هناك ما يطمئن من أن الآتي لن يكون أعظم.
منذ أشهر وحتى اليوم، شكلت الصناعة الوطنية عنوان المرحلة باعتبارها ركيزة الصمود الاقتصادي وصمام الأمان الاجتماعي والمعيشي والاستهلاكي.”
وأضاف: “صحيح، هذا منطق علمي واقتصادي سليم، لأنه في ظل هذه الأزمة المالية والاقتصادية الأقسى في تاريخ لبنان وشح السيولة بالعملات الأجنبية والتراجع الكبير في القدرة على الاستيراد من الخارج، تبقى الصناعة الوطنية، هي الحل، لأنها ستكون المصدر الأساسي لمد السوق المحلية بما يحتاج اليه اللبنانيون من سلع غذائية واستهلاكية أساسية.
من هنا كان العمل والتعاون مع مصرف لبنان لتوفير السيولة بالعملات الصعبة، من حساب الصناعيين في المصارف، لاستيراد المواد الأولية الصناعية، حيث تقدر حاجاتنا بنحو 3 مليارات دولار سنويا، وهي كفيلة توفير انتاج بقيمة 13 مليار دولار، 10 مليارات دولار للاستهلاك المحلي و3 مليارات دولار للتصدير. وقد أطلقنا حينها ما سميناها المعادلة الذهبية: 3 مليارات دولار مواد أولية صناعية = 13 مليار دولار انتاج صناعي”.
وقال: “لقد جرت متابعات حثيثة لهذا الموضوع وبذل وزير الصناعة عماد حب الله وجمعية الصناعيين خصوصا كبيرة لتمكين الصناعيين من الحصول على السيولة بالعملات الاجنبية لاستيراد المواد الأولية، ولا سيما الـ100 مليون دولار التي وعدت بها جمعية الصناعيين دفعة أولى ومنذ كانون الثاني الماضي، ولكن على الرغم من ان الأمور سارت وتسير ببطء شديد، الا اننا نأمل ان تكون في طورها الأخير وتأخذ مسارها للتنفيذ سريعا”.
وأضافت الجمعية: “للأسف، في هذا الوقت، بدأت مشكلات أخرى تتوالى وبسرعة شديدة ما أدى الى تعميق أزمة القطاع الصناعي وتشعبها بحيث لم تعد تتعلق بتوفير السيولة لاستيراد المواد الأولية فحسب، إنما بمشكلات أخرى فرضت نفسها بقوة في الفترة الأخيرة، وهي:
– اضطرار الصناعيين الى اللجوء الى السوق الموازية للحصول على الدولار لتمويل مشترياتهم على اختلافها من الخارج ولا سيما المواد الأولية.
– الارتفاع المطرد والسريع لسعر صرف الدولار، وارتباط كلفة الانتاج بالدولار، جعل من عملية تسعير المنتجات بابا لوقوع المصانع بخسائر يومية كبيرة لا طائلة لها على تحملها.
– موضوع الطاقة وانقطاع الكهرباء والارتفاع القياسي في ساعات التقنين، وشح مادة المازوت والفيول، وهذا أمر خطر تجب معالجته سريعا قبل فوات الأوان.
– توقف شركات التوزيع عن العمل.
وقالت: “مع كل ذلك، فإن الصناعي اللبناني لم يتراجع ولم يستسلم وهو يحارب باللحم الحي، ولديه القدرة والعزيمة للقتال حتى آخر رمق دفاعا عن وجوده وخدمة لوطنه، لكن حذار فلكل شيء حدود، فيما المطلوب فقط مده بالحد الأدنى المطلوب للصمود والانتاج.
لقد فاتنا الكثير من الوقت، واليوم كلما تأخرنا أكثر كلما كانت الكلفة أكبر، وبوادر هذه الكلفة موجعة ومؤلمة مع سقوط مصانع وتعثر أخرى، وهذا ما لا قدرة لنا على تحمله، وبالتأكيد لن نقبل به ولن نسكت عنه.
لذلك، رجاء، وقبل فوات الأوان، إعملوا على معالجة هذه العوامل، اتخذوا الاجراءات المناسبة والتي باتت معروفة، أعيدوا الثقة بالدولة وبمؤسساتها، رجاء لا تتأخروا فكل دقيقة محسوبة علينا”.
وأضافت: “للحقيقة نقول: إن القطاع الصناعي اللبناني الذي يؤدي في هذه اللحظة التاريخية دوراً وطنياً رائداً لحماية الأمن الغذائي والاستهلاكي للبنانيين، هو مصاب وينزف، وإن عدم استدراك الوضع وأي تخازل في تلبية كل احتياجاته وبالسرعة القصوى هو تقصير بحق الوطن”.
وختمت: “نعم، إن قضيتنا اليوم هي قضية وطنية بامتياز، والصناعة الوطنية هي كرامة وطن. حافظوا على الصناعة على الانتاج الصناعي تحافظوا على كرامة الوطن والمواطن. حمى الله لبنان واللبنانيين”.