Site icon IMLebanon

“المعارضة” بين رغبة المشاركة في الثورة وتجنب الضغط على الجيش

ليست الثورة الشعبية التي انطلقت في 17 تشرين في احسن حالاتها، ولا على قدر التحديات التي تواجه اللبنانيين وقد دفعت كثيرين الى الانتحار بفعل بلوغ الضيق والعوز والاذلال مبلغا لم يعهدوه. فالدوافع التي خلقت مشهد 17 تشرين على اهميتها وقادت الغالبية الشعبية الى الشارع احتجاجا مطالبين بإسقاط الحكم الفاسد وكل مسؤول عما آلت اليه الاوضاع تحت شعار “كلن يعني كلن”، لا ترتقي الى مرتبة الانهيارات المتتالية التي عبقت بها الحقبة منذ ذلك الحين ماليا واقتصاديا واجتماعيا، حيث لم يبق قطاع في منأى عن السقوط المدوّي. فهل ان اليأس أطفأ روح الانتفاضة على الواقع والثورة على المسؤولين في النفوس بعدما لم تفلح التحركات في تحقيق اي من اهدافها المرسومة باستثناء استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري وتشكيل حكومة الرئيس حسّان دياب التي ليست الا طبعة منقحة عن الحكومات السياسية ولئن تم تغليفها بالطابع الاختصاصي المستقل الذي انكشف سريعاً؟ ام ان الاعيب الحكم الممنهجة واستخدام اوراق المندسين والمشاغبين وتهم التخوين والعمالة فعلت فعلها؟ او ان دخول بعض الاحزاب على الخط لركوب موجة الثورة واستثمارها شعبيا وانتخابيا له اليد الطولى؟ام وخلاف كل ذلك، ثمة ما يُحضر في الكواليس لحدث له الوقع المدوي؟

مصادر حزبية معارضة تؤكد لـ”المركزية” ان بقدر التعاطف والوقوف الى جانب وجع اللبنانيين وتفهم صرختهم الاحتجاجية في الشارع، نتفهم ضرورة المحافظة على الامن والاستقرار وعدم الضغط على المؤسسة العسكرية وتحصينها وابعادها عن الصراعات السياسية لانها العمود الفقري للاستقرار و”اللي فيها مكفيها”. واذ تشدد على ان لا قرارحزبيا بالنزول الى الشارع، تشير الى ان القيادة لا يمكن ان تقف في وجه المنتفضين من مناصريها ومحازبيها الذين يشاركون افراديا وليس بالصفة الحزبية، لانها حريصة على ابعاد الثورة عن السياسة وعدم تسيس جوع الناس او استثماره خلافا لما تروّج السلطة. وهي لن تتوانى عن اصدار مواقف ودعوات للثوار للمحافظة على الاستقرار وعدم تحوير الانظارعن جوهر حراكهم وتجنب الاصطدام مع القوى العسكرية والامنية حرصا على منع مخططات السلطة الهادفة الى وضع الشعب في مواجهة هذه القوى وتحويل الثوار الى مجموعات انقلابية.

من جهتها، تقول اوساط الثوار (الضباط المتقاعدون،التيار-الخط التاريخي وممثلو مجموعات عدة اخرى) لـ “المركزية” ان موعد العودة القوية الى الشارع لم يحدد بعد، والخطة المنظمة قيد الدرس من حيث المضمون والشكل، لتوحيد الشعارات وحصرها بالمطالب المعيشية والاجتماعية من دون اي شعار سياسي. وتضيف: لن نخرج من الشارع قبل استقالة الحكومة وتلبية المطالب التي سيتم الاعلان عنها قريبا، وسنمنع المخربين من ان يندسوا في التظاهرات لافتعال حوادث مع القوى الامنية. بيد انها تكشف ان الاسبوع الطالع سيشهد تحركا تحضيريا لتهيئة الارضية، من خلال تحركات امام مراكز حسّاسة، هي مثابة جسّ نبض، رافضة الافصاح عن المزيد. وعلمت “المركزية” ان عشر مجموعات اساسية من الثورة ستجتمع في بحر الاسبوع ضمن طاولة حوار لاعداد نداء سياسي قبل انطلاق الحراك بحلته الجديدة.