كتب محمد شقير في صحيفة الشرق الأوسط:
ينصح سفير أوروبي برحيل حكومة حسان دياب لأنها لم تعد قادرة على مواجهة التحدّيات وتحقيق ما تعهدت به في بيانها الوزاري من خطوات إنقاذية لوقف الانهيار المالي، ويُنقل عنه قوله أمام زوّاره إنها وصلت إلى طريق مسدودة رغم المحاولات الجارية لتزويدها بجرعات من الإنعاش.
ويؤكد السفير الأوروبي، الذي يفضّل عدم ذكر اسمه، أنه لا يُطلق الأحكام جزافاً على الحكومة، ويقول – حسبما تناقله عنه زواره لـ«الشرق الأوسط» – إنها «لم تتمكن من أن تستعيد ثقة اللبنانيين بها، فكيف إذا كانت تتطلع إلى استعادة ثقة المجتمع الدولي الذي يأخذ عليها أنها لم تقدّم نفسها كحكومة تسعى إلى تصحيح علاقتها به لكسب تأييده للخطة الإنقاذية التي ما زالت حبراً على ورق رغم انقضاء أكثر من 5 أشهر على ولادتها».
ويلفت إلى أن مشكلة الحكومة تكمن في أنها «لم تنجح في (تليين) سلوك (حزب الله) بالشكل الذي يسمح لها بتحقيق فك اشتباك مع المجتمع الدولي الذي ينظر إليها على أنها تراعي (حزب الله)، مع أن قيادته ما زالت تخرق ما ورد في بيانها الوزاري لجهة تحييد لبنان عن حرائق المنطقة وعدم إلحاقه بأي من المحاور».
ويسأل السفير الأوروبي «عما إذا كان الموقف الناري لرئيس الحكومة الذي استهل به الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء يسهم في تصويب علاقة لبنان بالمجتمع الدولي وبعدد من الدول العربية، أم إنه يتناغم إلى أقصى الحدود مع (حزب الله)؟». كما يسأل: «هل كان الرئيس دياب مضطراً لتصعيد موقفه ضد جهات عربية معينة وأيضاً الولايات المتحدة، فيما تتجنّب الحكومة الصرخات التي أطلقها البطريرك الماروني بشارة الراعي والتي يُفترض التعامل معها على أنها خريطة الطريق لرفع الحصار المفروض على الشرعية؟».
ويحذّر السفير الأوروبي من الأخطار الإقليمية التي تحاصر لبنان، ويرى أن «المدخل لاستيعابها وتطويق تداعياتها السلبية على الوضع الداخلي لن يكون إلا بمبادرة (حزب الله) إلى اتخاذ الموقف الذي يفتح الباب أمام انكفائه إلى الداخل ووقف تدخّلاته في الشؤون الداخلية العربية وزعزعة الاستقرار فيها خدمة لمحور (الممانعة) بقيادة إيران».
وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» أن المحادثات التي أجراها وزير الخارجية ناصيف حتي في الفاتيكان تطرّقت إلى «المواقف الأخيرة للبطريرك الراعي التي تصب، من وجهة نظر الاتحاد الأوروبي، في استعادة مشروع الدولة الذي بدأ يواجه خطر الانهيار ما لم تتضافر الجهود لتحييد لبنان عن التوتّرات في المنطقة».
وفي المقابل، يعترف مصدر نيابي بارز بأن «الحكومة عاجزة عن مواجهة التحديات، ولا مخرج لتجاوز الانهيار إلا بقيام حكومة وحدة وطنية»، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن «مجرد الاستغناء عن خدمات هذه الحكومة في غياب التفاهم سيؤدي إلى تدحرج البلد نحو الفوضى وإقحامه في فراغ طويل، وبالتالي؛ فإن هذه الحكومة باقية مع أنها أثبتت عجزها عن التصدّي للملفات لإيجاد الحلول للمشكلات الاجتماعية».
وفي هذا السياق، يقول مصدر بارز في المعارضة إن «من شروط تشكيل حكومة جديدة مبادرة (حزب الله) إلى صرف النظر عن تمثيله في الحكومة»، ويؤكد أن «مثل هذه المبادرة لا تعني أن هناك من يستعد للانخراط في مواجهته بمقدار ما تنم عن رغبة لبنان في تصحيح علاقاته العربية والدولية؛ لأنه من دون مساهمة المجتمع الدولي، لا يستطيع الخروج من الانهيار».