Site icon IMLebanon

“الحزب” يفقد الثقة بقدرات حكومته ويحصر مهمتها بـ”منع الجوع”!

لم يعد عرّاب الحكومة وأبوها الروحي، اي حزب الله، مؤمنا بها وبقدراتها الانقاذية. والدليل، أنه وبدل ان يطمئن الى انها تسير على طريق إخراج لبنان من مأزقه المالي والاقتصادي ومن أزماته اليومية المعيشية المتناسلة، ذهب أمينه العام السيد حسن نصرالله في حديثه التلفزيوني مساء امس، الى حدّ حصر مهمتها “بمنع الجوع”! حتى انه، وبحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، لم يظهر ثقة كبيرة بامكانية نجاحها في رفع هذا التحدي، فأعلن ان حزب الله – بشخصه الحزبي- اذا جاز القول، ومن تلقاء نفسه، سيطلق مبادرة للمقاومة عبر تفعيل الزراعة، اطلق عليها اسم “الجهاد الزراعي”، وسينخرط بها بكل قواه، لمنع أهله من الوقوع ضحية الجوع، مقترحا تربية المواشي والدواجن واستخدام كل المساحات حتى الشرفات، للزراعة.

نصرالله واصل حثّه الحكومة على التواصل مع الصينيين لتحفيزهم على الاستثمار في بيروت، وحضَّها على المبادرة وعدم الجلوس في موقع المتفرّج المنتظِر ان يهب الخارج للمساعدة. كما أكد انه يشجّع على خيار الانفتاح على ايران ومساعداتها، مشيرا ايضا الى اننا لسنا نقفل الباب على اية خيارات، من صندوق النقد، الى تلقّي مساعدات من أية دول، غربية ام شرقية… غير ان مرونته هذه نسفها كلّها بعد ان فجّر قنابل من العيار الثقيل، من شأنها ان تقضي على اي حظوظ لدعمٍ غربي قد يصل الى الحكومة، خاصة ان الاخيرة لم تظهر يوما اي تمايز عن الحزب.

فهو توجّه الى السفيرة الاميركية بالمباشر بكلام عالي السقف، معلنا ان كتلة الوفاء للمقاومة ستقوم بما يجب فعله، لمنع اي سفير من التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية. نصرالله أعلن أن دوروثي شيا أجرت اتصالات لدى من يعنيهم الامر، وتحدّثت بلهجة لا تخلو من التهديد والوعيد معهم مطالبة بإعادة نائب حاكم مصرف لبنان السابق محمد بعاصيري (من دون ان يسمّيه) الى مركزه او تعيينه رئيسا لهيئة الرقابة على المصارف “وإلا لن تكون هناك اموال للبنان”.

وتابع نصرالله حملته على الادارة الاميركية معتبرا ان شيا ليست اهلا لاعطاء دروس في حرية التعبير وفي حرية الصحافة والاعلام، قائلا “اتمنى على السفيرة الاميركية ألا تنظّر علينا في حقوق الانسان عبر الشاشات فالدولة الاميركية لا زالت تشن الحروب هذا عدا عن التمييز العنصري، وأقول للسفيرة الاميركية عليك ان تحترمي نفسك وان تلزمي حدودك”.

بعد هذا الخطاب، تتابع المصادر، من الضروري رصد الموقف اللبناني الرسمي. فهل ستبقى بعبدا والسراي صامتتين؟ ام سيؤكدان من جديد، كما فعل وزير الخارجية ناصيف حتي ابان صدور قرار القاضي محمد مازح، حرصهما على افضل العلاقات مع واشنطن؟ اذا لم يفعلا، فإن السكوت، وهو علامة الرضى، ستكون كلفته عالية، اذ سيلبّد الاجواء- المضطربة اصلا- بين بيروت وأقوى قوّة في العالم، والممسكة، شئنا ام ابينا، بمفاتيح أكبر مؤسساته، ومنها صندوق النقد. وهذا سيعني مزيدا من العزلة الدولية الغربية والعربية للبنان الذي يحتاج اليوم اكثر من اي يوم، الى وقوف أشقائه وأًصدقائه الى جانبه ليجتاز أزمته الخطيرة، كما قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظته الاحد الماضي. فهل سيتمايز لبنان – الدولة او لبنان – الشرعية كما اسماه الراعي ايضا، عن الحزب، ام سيبقى خاضعا للاخير تاركا اللبنانيين يتحمّلون التبعات؟