شكلت مناشدة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حول ضرورة حياد لبنان منعطفا اساسياً وشقت فجوة في جدار الأزمة وكانت مثابة جرعة الاوكسيجين التي ينتظرها لبنان المنازع علّها تعيد الحياة مجددا الى شرايينه المتصلبة بفعل الازمات المتراكمة، فتلقفها أركان المعارضة، وتوافدوا الى بكركي معلنين تضامنهم مع البطريرك، ولسان حالهم : ” ننتظر هذه اللحظة منذ زمن “.
وجاءت زيارة الرئيس الحريري الى بكركي اليوم لتؤكد ان كلام البطريرك لقي صداه الايجابي وبث جرعة من التفاؤل، حيث أكدت اوساط في تيار “المستقبل” ان الحريري بدأ اليوم من بكركي جولة، سيستكملها على المرجعيات الروحية للتشاور في الاوضاع وماذا يمكن ان يعمل لاخراج لبنان من الوضع الذي هو فيه وانقاذه اقتصاديا بعدما تبين ان الامور تتجه الى مزيد من التصعيد والتدهور.
عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب زياد الحواط أكد لـ”المركزية” “أن بكركي تلعب دوراً محورياً في المعادلة السياسية اللبنانية، في لحظة تاريخية مصيرية من تاريخ لبنان، وبالتالي علينا جميعاً الالتزام بموقف الحياد، لأن لبنان لا يمكنه ان يكون شريكاً في صراع المنطقة ومخاصمة جميع اصدقائه اكان العرب منهم او الغربيون”، لافتاً إلى “ان العزلة الدولية جاءت نتيجة انخراطنا في صراع المنطقة واصطفافنا في المحور الايراني، ما رتّب على لبنان خصومة مع كل الاصدقاء وحصارا ماليا واقتصاديا وازمة مالية معيشية لم يشهد مثلها منذ مئة عام”.
وتمنى الحواط على “جميع الفرقاء اللبنانيين وخاصة المسيحيين ان يلتزموا بموقف بكركي الداعي الى حياد لبنان”، مناشداً “حزب الله العودة الى الداخل وعدم اقحام لبنان واللبنانيين في صراعات المنطقة وما يترتب عنها من تبعات وخلافات وازمات مالية واقتصادية وعزلة دولية”، مضيفاً: “دقت ساعة الحقيقة وعلى كل القيادات من كافة الطوائف والمذاهب الالتفاف حول موضوع الحياد ودعم خريطة الطريق التي اطلقتها بكركي، والضغط على حزب الله، بصفته شريكا لبنانيا اقحم لبنان في النار المشتعلة في المنطقة، للعودة الى لبنان والتخلي عن الاجندات الخارجية من اجل مصلحة لبنان واللبنانيين”.
وأضاف: “لا يمكننا ان نستمر في هذه الازمة و”مكانك راوح”، لأن الشعب اللبناني على شفير الجوع والافلاس المالي والاجتماعي إضافة الى أزمة المدارس والمستشفيات الكهرباء… والتي هي مرتبطة اولا بانخراط لبنان في ازمة المنطقة وثانيا بتغطية الفساد والمفسدين”، مشددا على “ان المطلوب وضع خريطة طريق اصلاحية والبدء منذ الغد بتنفيذها، ترتكز على حياد لبنان بدرجة اولى والبدء بالاصلاحات المطلوبة بدرجة ثانية”.
وتابع: “زرت البطريرك مع تكتل “الجمهورية القوية” واكد انه سوف يتواصل مع جميع السفراء والمجتمع الدولي ومع القيادات اللبنانية كافة من اجل ضم اكبر عدد ممكن منهم، المسيحيين اولاً والوطنيين ومن مختلف الطوائف والمذاهب ثانياً، تحت إطار حياد لبنان من اجل انقاذه”.
وختم الحواط: “ان الالتزام بالحياد وباعلان بعبدا الذي سبق ان تحدث عنه الرئيس ميشال سليمان هما المدماك الاول باتجاه انقاذ لبنان ورفع سيطرة المحور الايراني عنه. وكتكتل “الجمهورية القوية” ندعم سيدنا ونشجعه ونشد على يده بأن يتمكن من جمع اكبر عدد ممكن من اللبنانيين تحت مظلة حياد لبنان ولا ارى سبيلا آخر للخروج من الازمة ومن العزلة الدولية الا بذلك”.