تحت عنوان “الى الشرق درّ”، رسم الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله وجهة المرحلة المقبلة طارحاً عرضاً ايرانياً للبنان مضمونه “النفط مقابل الغذاء” والدفع بالليرة اللبنانية.
هذا العرض الإيراني الذي لا يستهدف فقط لبنان إنما الدول التي تدور في فلك محور الممانعة وبدأت طهران بتسويقه اولاً في فنزويلا عبر مدّها بسفن نفطية مقابل شحنات من الذهب، بدأ نصرالله التسويق له في وقت يشتد عود الحصار الاقتصادي على لبنان الذي يتّهم امين عام حزب الله الولايات المتحدة الاميركية بتنفيذه لتركيع الحزب بسلاح الدولار على حدّ ما يعتبر.
وفي حين تتراجع الثقة الدولية بلبنان بسبب عجز اهل السلطة عن القيام بالاصلاحات المطلوبة وهو ما أقفل “حنفية” المساعدات المالية، اتى العرض الايراني عبر نصرالله لمدّ لبنان بالمشتقات النفطية التي يحتاجها في مقابل الدفع بالليرة اللبنانية وتصويره على انه طوق نجاة للبنانيين للخروج من الازمة الاقتصادية والمعيشية الصعبة على عكس الدول العربية الشقيقة والمجتمع الدولي التي تركت اللبنانيين لحال سبيلهم مشترطة المساعدة بإقرار رزمة إصلاحات لا يُمكن السير بها قبل توقيف الانهيار.
وينطلق العرض الايراني كما تقول مصادر عربية معنية لـ”المركزية”من مدّ بيروت بالمشتقات النفطية وفق الآلية الاتية: تكرير النفط الإيراني في مصفاة أصفهان وتحويله إلى مشتقات نفطية (البنزين والمازوت)، ثم بيعه للحكومة بالعملة الوطنية على أن يتم تصريف الأموال إلى دولارات في مكاتب الصيرفة غير الشرعية الخاضعة لحزب الله لتصل الأموال نقداً إلى إيران عبر طيران ماهان التابع للحرس الثوري الإيراني.
وفي حين اكدت مصادر مقرّبة من حزب الله لـ”المركزية” “ان العرض الايراني بات على طاولة الحكومة بإنتظار البتّ به”، من دون ان تُعطي تفاصيل اضافية”، سألت مصادر سياسية معارضة للحكم عبر “المركزية” “كيف يمكن لايران ان تُرسل النفط الى لبنان وهي خاضعة لعقوبات اقتصادية من قبل واشنطن التي حذّرت الدول والشركات العالمية من التعامل معها والا فإنها ستُدرج على “اللائحة السوداء”؟
اضافت “هل سيصل النفط الايراني عبر البحر ام بالبر عبر سوريا؟ مع العلم ان المعلومات كانت اشارت الى ان إيران تعمل حالياً على بناء جسر بري من أراضيها عبر العراق وسوريا يمكن أن يصل إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.
وفي كلا الحالتين، اكدت المصادر “ان لبنان سيكون تحت سيف العقوبات الاميركية و”قانون قيصر” الذي يُعاقب كل متعامل مع النظام السوري وحلفائه”.
وختمت بالتساؤل “لماذا يصرّ من هم في محور الممانعة اي المحور الايراني على تعريض لبنان للعقوبات الاميركية والإمعان في عزله عن المجتمع الدولي والنظام المالي العالمي؟ علماً ان الدول المانحة وحتى صندوق النقد الدولي لن تفرج عن مساعداتها للبنان قبل ان تلمس جدّياً بدء ورشة الاصلاحات التي تعهّد بها اهل الحكم وهم متأخّرون عن تنفيذها منذ مؤتمر “سيدر” منذ عامين.
وإستطراداً “لماذا يريد حزب الله توريط لبنان بصراع المحاور وتغريبه عن اشقائه العرب واصدقائه الغربيين كرمى لعيون راعيته ايران وخدمةً لمصالحها في المنطقة وهو يعلم ان هوية لبنان التاريخية كانت ولا تزال صلة الوصل بين الشرق والغرب وهويته الاقتصادية مرتبطة بالنظام العالمي”؟