Site icon IMLebanon

لويس أبي ناضر نجمة رئاسية في سماء لبنان المغترب

ليس غريبا على لبنان أن يقفز فوق العواصف الكثيرة التي تضربه من كل حدب وصوب، ليسجل نقاطا مضيئة تعيده إلى دائرة الأضواء العالمية وتعطي بعض الأمل لأبنائه المقيمين المثقلة يومياتهم بالأزمات والنكسات.

ذلك أن فيما تستمر المحاولات المضنية التي يبذلها لبنان المقيم للعودة إلى حياة تليق بأحلام أبنائه، لمعت في سماء لبنان المغترب نجمة سياسية جديدة، الرئيس الجديد لجمهورية الدومينيكان، لويس أبي ناضر.

هذه المرة أيضا، كان النجاح اللبناني من نصيب أميركا اللاتينية، القارة التي سجلت أولى موجات الاغتراب اللبناني إلى البرازيل والأرجنتين والبيرو، حيث الحضور اللبناني كبير إلى حد أن الجاليات اللبنانية في تلك الدول تعتبر محركا أساسيا للحياة السياسية والاقتصادية.

سطع نجم لويس أبي ناضر في 5 تموز الجاري، عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية في جمهورية الدومينيكان، مع العلم أن جائحة كورونا أجلت الاستحقاق من أيار إلى تموز. لكن هذه ليست النقطة الوحيدة المفترض التوقف عندها في معرض الكلام عن هذا الاستفتاء الشعبي في صناديق الاقتراع. بل إن الأهم يكمن في النتيجية التي انتهى إليها. ذلك أن فوز أبي ناضر ليس إلا نقطة كبيرة ومهمة سجلتها المعارضة في مرمى الحكم الديكتاتوري الذي عرفته جمهورية الدومينيكان على مدى عقود. وفي السياق، قد يكون من المفيد أن رجل الأعمال اللبناني الأصل، ابن الـ 52 عاما، خاض السباق الرئاسي تحت لواء “الحزب الثوري الحديث”، المعارض للديكاتور السابق ليونيل فرنانديد، راسما بذلك خط النهاية لحقبة طويلة كان خلالها “حزب التحرير الدومينيكي” على رأس السلطة، بين الأعوام 1996 حتى 2020.

وإذا كانت جمهورية الدومينيكان تتمتع بثاني أكبر اقتصادات منطقة البحر الكاريبي، فإن الأزمات التي تعاني منها لا تختلف كثيرا عن تلك التي يعانيها لبنان، حيث أن فوز أبي نادر في الانتخابات الرئاسية عكس استياء الشعب من الممارسات الفاسدة التي كان طيفها يلاحق آلة الحكم في البلاد، لا سيما منها اعتراف إحدى الشركات البرازيلية بأنها قدمت الرشى لعدد من المسؤولين السياسيين في أميركا اللاتينية، نال 92 مليون دولار منها بعض القابضين على زمام الحكم في الدومينيكان، وهي الفضيحة التي قادت الناس إلى التظاهر في كانون الثاني 2017، إثر خروجها إلى العلن، على ما ذكرته صحف فرنسية وعالمية في الأيام الأخيرة.

كل هذا يعني أن أبي ناضر كسب رهانه على القدرة على مخاطبة الأجيال الجديدة، وتجسيد تطلعات الشعب. غير أنه قد يواجه تحديات كبرى، أبرزها تأمين العدالة الاجتماعية وفيروس كورونا، إلى جانب مواقف متقدمة من قضايا اجتماعية تعد من المحرمات في هذا البلد المحافظ، حيث أن ابي نادر يؤيد، على سبيل المثال، الاجهاض في حال وجود خطر على حياة المرأة الحامل، أو تشوهات خلقية تعتري الجنين، مع العلم أن الاجهاض ممنوع منعا باتا في الدومينيكان، بلد  الـ 11 مليون نسمة، بينهم نصف مليون لبناني.

كل هذا قد لا يثني الرئيس الجديد عن الالتفات نحو وطنه الأم الذي زاره أكثر من مرة. وشارك في أحد مؤتمرات الطاقة الاغترابية التي نظمتها وزارة الخارجية في عهد الوزير السابق جبران باسيل. ولأبي ناضر صداقات كثيرة في لبنان، أبرزها مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ذي العلاقات الدولية الواسعة. وهو كان ينوي زيارة المختارة للقائه بحسب معلومات “المركزية” وانه مصمم على زيارة لبنان عندما تتيح له الظروف ذلك بعد تسلمه مهامه في 16 آب المقبل، على أن يقف إلى جانب لبنان وملفاته الكبيرة في المحافل الدولية.