Site icon IMLebanon

“فورين بوليسي”: هذا ما تريده الصين من لبنان

BEIRUT, May 27, 2020 -- Chinese Ambassador to Lebanon Wang Kejian R presents a gift to Lebanese Culture Minister Abbas Mortada during a ceremony at the Lebanese Culture Ministry in Beirut, Lebanon, May 27, 2020. China and Lebanon signed on Wednesday an agreement aimed at creating cultural centers in both countries, said a statement by the Chinese embassy in Lebanon.(Photo by Bilal Jawich/Xinhua via Getty) (Xinhua/ via Getty Images)

تستحوذ فكرة الاتجاه شرقاً التي نادى بها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله على اهتمام وسائل الإعلام الأميركية، ففي تقرير حمل عنوان “الصين تريد أن تكون منقذة لبنان”، استعرضت مجلة “فورين بولسي” الأزمة الاقتصادية-المالية-النقدية التي تعصف بلبنان، متحدثةً عن حاجته إلى بكين في ظل تعثّر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وامتناع الدول الغربية والخليجية عن انتشال بيروت، كما جرت العادة.

وانطلقت المجلة من خطاب نصرالله، معتبرةً أنّه انطوى على دلالة واضحة: “لا ينبغي للبنان الالتفات إلى صندوق النقد”. وقالت المجلة: “في حال حصول ذلك، يقول محللون سياسيون إنّه (الالتفات شرقاً) سيفتح فصلاً جديداً وغامضاً في تاريخ البلاد”.

وفي ضوء تعثّر المفاوضات مع صندوق النقد في ظل التخبّط الحاصل في ملف تقدير حجم الخسائر بين الحكومة والمصرف المركزي وجمعية المصارف، والتأخر في إجراء الإصلاحات، نقلت المجلة عن ديبلوماسيْين أوروبييْن تأكيدهما أنّ الانقسام الحاصل بين الأفرقاء السياسيين يقف وراء عدم إفراج صندوق النقد عن قرض حتى اللحظة.

وفيما ألمحت المجلة إلى إمكانية توسط الولايات المتحدة الأميركية “بشكل مثمر” بين صندوق النقد ولبنان، باعتبارها حليفاً تقليدياً لبيروت وأكبر مساهم في الصندوق، ذكّرت بقرار القاضي محمد مازح منع وسائل الإعلام من استصراح السفيرة الأميركية دوروثي شيا وبتحميل نصرالله واشنطن مسؤولية أزمة الدولار.

في ما يتعلق بالصين، “صاحبة الوجود التاريخي المحدود” في المنطقة، فهي تترقب، وتبدي استعداداً للحلول محل الولايات المتحدة الأميركية، لتصبح اللاعبة الخارجية المهيمنة في البلاد، بحسب ما كتبت “فورين بولسي”.

وفي هذا السياق، أوضحت المجلة أنّ الشركات الصينية تحاول منذ عقد تقريباً إطلاق مشاريع كبيرة في لبنان، مشيرةً إلى أنّها متحمسة بشكل خاص للاستثمار في البنى التحتية. وتابعت المجلة بالقول إنّ الواردات الصينية تشكل نسبة 40% من الحجم الإجمالي، متحدثةً عن عمل بكين خلال السنوات الماضية على تعزيز الروابط الثقافية، وإرسالها مساعدات عسكرية خلال عدوان تموز ومشاركتها في حفظ السلام على الحدود الجنوبية.

وأضافت المجلة أنّ الصين مارست “الديبلوماسية الناعمة” خلال أزمة كورونا، إذ زوّدت لبنان بمساعدة طبية، بما فيها معدات اختبار للفيروس، لافتةً إلى أنّ أطباؤها قدّموا المشورة لنظرائهم اللبنانيين على صعيد التعامل مع تفشي الفيروس.

المجلة التي تحدّثت عن حاجة لبنان الماسة إلى استكشاف ما يمكن أن تقدّمه الصين، تطرّقت إلى لقاء رئيس الحكومة حسان دياب بالسفير الصيني وانغ كيجيان، معلقةً بالقول: “يرتكز اهتمام الصين بالشرق الأوسط حول مبادرة الحزام والطريق التي تهدف إلى توسيع النفوذ الصيني حول العالم عبر الروابط الاقتصادية”. وتابعت المجلة: “تريد الصين إعادة إحياء خطوط الطرق وسكك الحديد المهترئة منذ فترة طويلة والممتدة بين بيروت وطرابلس على طول ساحل لبنان المتوسطي، وذلك وصولاً إلى مدينتي دمشق وحمص السوريتيْن، وما بعدهما، وذلك كجزء من من شبكة بنية تحتية أوسع تسيطر (الصين) عليها عبر أوراسيا”، مضيفةً: “سيكون الحد من نفوذ الولايات المتحدة في لبنان بمثابة مكافأة”.

في تعليقه عن الاتجاه شرقاً، نقلت المجلة عن أحد النواب تشكيكه في إمكانية تقبّل اللبنانيين “المتأمركين” الصين، إذا ما تطلبت هذه الخطوة “خفض مستوى العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية”. وقال النائب: “نحتاج إلى تقييم جاهزية اللبنانيين أولاً”، و”إذا ما ستكون الشروط الصينية مقبولة”.

من جانبه، حذّر الوزير السابق كميل أبو سليمان من تاريخ الصين لجهة ما يُسمى بـ”فخ القروض”، مستبعداً وقوف لبنان على قدميه من دون برنامج من صندوق النقد.
أمّا بالنسبة إلى مدير مركز الشرق للشؤون الإستراتيجية الدكتور سامي نادر، فأوضح أنّ نتائج الاستثمارات الصينية لن تظهر قبل فترة تتراوح بين 5 و6 سنوات، قائلاً: “سيكون لبنان ميتاً بحلول ذلك الوقت”. وأضاف: “نحتاج إلى السيولة الآن، ونحتاج إلى قرض من صندوق النقد. وكيف تتوقع الصين أن ندفع لها المستحقات؟”.