أفاد مصدر ديبلوماسي لـ”المركزية” بأن وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي دعا المسؤولين في كل من الفاتيكان وايطاليا الى الوقوف الى جانب لبنان من اجل رفده بمساعدات دولية ودعمه في ازمته الاقتصادية والضغط على المجتمع الدولي لتوفير المزيد من المساعدات لتمكينه من استمرار تحمل وزر ازمة النازحين السوريين.
وعلى رغم ان اللقاءات في الفاتيكان تعددت مواضيع البحث فيها، الا ان تناول الوضع الداخلي في لبنان جرى في شكل موضوعي بناء على سعة اطلاع المسؤولين في الكرسي الرسولي على الواقع اللبناني وتفاصيله الدقيقة.
وأضاف المصدر: “إن وزير الخارجية قال صراحة امام امين سر حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين الذي التقاه مساء في دارة السفير اللبناني ووزير الخارجية الكاردينال بول غالاغر ان البعض يريد ان يعاقب لبنان بسبب اطراف سياسية معينة، فيدفع كل لبنان الثمن. وأكد كذلك ان لبنان ماض في تفاوضه مع صندوق النقد رغم الصعوبات والعوائق، والحكومة مستعدة للحوار مع جميع الاطراف الدوليين . وكان توافق في الرأي على ان استقرار لبنان يمثل مصلحة للجميع وانقاذه واجب وضرورة وهو مسؤولية لبنانية اولا ولكن هو ايضا مصلحة شرق اوسطية -اوروبية -دولية. وصارح حتي الكاردينالين والمسؤولين في روما قائلا: علينا ان نمضي ونسرع في الخطة الاصلاحية وأن يكون الاصلاح حقيقيا وشاملا، وان نؤتي بنتائج فعلية على الارض”.
واعتبر المصدر أن “هذا ما يعطينا المصداقية تجاه المجتمع الدولي الذي يعلن انه مستعد لمواكبتنا، خاصة في ظل مخاوف بعض الدول الماتحة من ان تتعثر العملية الاصلاحية فلا تنطلق. والحكومة اليوم لديها المخاوف نفسها”.
وأوضح أن “لبنان يعول كثيرا على الفاتيكان الذي يتمتع بنفوذ سياسي واسع وقد خرج حتي من اللقاءات مطمئّنا الى ان الكرسي الرسولي سيجري اتصالاته السياسية الدولية لتسهيل مهمة الحكومة كون مسؤوليه مطلعين تماما على وضع لبنان ولديهم هواجس ازاء ما يجري في المنطقة، لاسيما في ليبيا وسوريا والقرار بضم جزء من الضفة الى اراضي الاحتلال الاسرائيلي”.
اما اللقاء مع رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري فتناول دعم المدارس الكاثوليكية الخاصة في لبنان بعدما قدم الفاتيكان دعما ماليا ووعد ساندري بالسعي الى حشد المزيد من الدعم في اشكاله العديدة لتمكين المدارس من الصمود لأن النظام التعليمي الخاص هو القوة اللينة للبنان على حد تعبير حتي. ولا بد من انقاذ القطاع من السقوط، والفاتيكان مقتنع تماما بهذا المنطق.
وأنهى حتي الزيارة الى ايطاليا حاملا تأكيد الحكومة الايطالية لتأييد لبنان ودعمه اقتصاديا لإخراجه من هذا المأزق. وشكلت المحادثات الرسمية ومن ثم اللقاء على العشاء فرصة لشرح التحديات الماثلة امام لبنان، أابدى المسؤولون الاستعداد الكامل لدعم لبنان سياسيا واقتصاديا على مستوى المحافل الدولية والرغبة في المساعدة التنموية والانسانية والاستشارية العاجلة، كما ان الايطاليين مستعدون للاسهام في برامج الخطة الاصلاحية مباشرة وعبر سيدر والاستثمار وانشاء مشاريع مشتركة لاحقا والشراكات الاقتصادية وسواها والدخول في كافة الاعمال المتاحة للشركات الخاصة الايطالية حالما تظهر نتائج الخطة فعليا.
كما شكر المصدر عينه الايطاليين على موقفهم الممتاز من اليونيفل والذي يدعم لبنان في عدم تعديل مهامها وعديدها والمقصود هنا الا يصار الى تقليص سياسي للعديد، مع تفهم ان يتم حذف بضعة وظائف من باب شد الاحزمة المعتمد في الامم المتحدة.
وقال المصدر: “ما زيارة وزير الخارجية الاسبوع الماضي الى مقر اليونيفل الا لتأكيد التمسك بها عددا ومهام كونها مصلحة لبنانية اساسا لكنها ايضا مصلحة اقليمية. والاسراع في اعطاء الصرف للامين العام للامم المتحدة في اطار ميزانية اليونيفل كان امرا هاما”.