Site icon IMLebanon

تناغم موقف واشنطن وباريس يستعيد التوافق الدولي على نزع سلاح «حزب الله»

كتب محمد شقير في صحيفة الشرق الأوسط:

قالت مصادر دبلوماسية أوروبية إن التزامن بين الموقف الذي أعلنه وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، بتحذير لبنان من استيراد النفط الإيراني، وموقف نظيره الفرنسي جان إيف لودريان الذي دعا الحكومة اللبنانية إلى مساعدة فرنسا، ليكون في مقدورها مساعدة لبنان، وانتقد تأخرها في تحقيق الإصلاحات، لم يكن وليد الصدفة، وإن اختيارهما للتوقيت نفسه يأتي تتويجاً للأجواء التي سادت اللقاء الرباعي الذي عُقد أخيراً في الفاتيكان، وضم مسؤولين عنه وآخرين من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

ولفتت المصادر الدبلوماسية إلى أن تناغم الموقف بين واشنطن وباريس حيال لبنان يحصل للمرة الأولى منذ صدور القرار 1559 عن مجلس الأمن الدولي في عام 2004، وفيه الدعوة لنزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، بما فيها سلاح «حزب الله»، وانسحاب الجيش السوري من لبنان. وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن الجانب اللبناني من خلال وزارة الخارجية لم يفاجأ بالموقفين الأميركي والفرنسي، وإن لودريان الذي سيزور بيروت قريباً كان قد أبلغ نظيره اللبناني ناصيف حتي بضرورة الإسراع في تحقيق الإصلاحات؛ خصوصاً أن باريس لا تستطيع توفير الدعم للبنان ما لم تبادر حكومته إلى مساعدة نفسها.

وأكدت أن البطريرك الماروني بشارة الراعي لم يكن بعيداً عن الأجواء التي سادت اللقاء الرباعي في الفاتيكان، الذي خُصص للبحث في كيفية وقف الانهيار في لبنان. وقالت إن ما قاله الراعي في عظته الأحد الماضي يعكس خلاصة موقف المجموعة الدولية لمساعدة لبنان التي لا تبدي ارتياحها لمحاولة إقحامه في نزاعات المحاور الدولية والإقليمية.

واعتبرت المصادر الدبلوماسية نفسها أن تناغم موقف واشنطن وباريس في موقفيهما حيال لبنان أسقط ما كان يتذرع به فريق رئيس الجمهورية، وحكومة الرئيس حسان دياب، من أن موقف باريس يختلف عن موقف واشنطن، وأنها تدعم الموقف الرسمي اللبناني، إلى أن تبين بالملموس أن التقديرات الحكومية للموقف الفرنسي لم تكن في محلها. وشددت المصادر على أن الكرة الآن في مرمى الحكومة التي بات عليها أن تجري مراجعة نقدية لسياستها الخارجية التي باتت أقرب إلى محور «الممانعة».

ورأت أن المجموعة الدولية لا تؤيد الرأي الرسمي اللبناني الذي يدَّعي أن لبنان يتعرض لحصار بات يزيد أزماته المالية والاقتصادية. وقالت إن السياسة التي تتبعها حكومة دياب ومعها رئيس الجمهورية ميشال عون هي التي تمنع أصدقاء لبنان من مساعدته.

وأكدت المصادر أن الحكومة لم تتدخل لمنع «حزب الله» من استخدام لبنان كمنصة لتوجيه الرسائل الإيرانية ضد عدد من الدول العربية الصديقة. وقالت إن إلغاء الحزب ليس مطروحاً؛ لكن أصدقاء لبنان يرون أنه تجاوز الخطوط الحمر من خلال الدور الذي يلعبه لزعزعة الاستقرار في المنطقة.