Site icon IMLebanon

لتجنّب 90% من إصابات سرطان الرئة…

كتبت ماريانا معضاد في “الجمهورية”:

يُعَدّ سرطان الرئة ثاني أكثر سرطان شائع في لبنان بعد سرطان الثدي، وأكثر سرطان يسبب الوفيات حول العالم، رغم عدم توفر أرقام دقيقة. ولسرطان الرئة نوعان أساسيان، نوع تكون فيه الخلايا صغيرة، ونوع آخر تكون فيه الخلايا غير صغيرة. وبحسب الدراسات والخبراء، يُعدّ التدخين أبرز مسببات الإصابة بهذا المرض.

الفئة الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة، هي بكل بساطة، فئة المدخنين. إذ أبرز سبب للإصابة بسرطان الرئة هو التدخين، إن كان تدخين سيجارة ونرجيلة أو أي نوع آخر. إذاً، للوقاية من سرطان الرئة، طرح د. عرفات طفيلي، طبيب أمراض الدم والسرطان، وبروفيسور في الطب في الجامعة الأميركية في بيروت، «أبسط الحلول وأفضلها، وهو الحدّ من التدخين».

فتناولت «الجمهورية» موضوع سرطان الرئة وأحدث التطورات في علاجه في حديث مع د. طفيلي، الذي أشار الى أنّه «ما من عارض خاص لسرطان الرئة، لذا غالباً ما يتمّ الكشف عنه في مرحلة متقدّمة، إذ تتطور العوارض تدريجياً وتختلف من حالة إلى أخرى».

ما جديد علاج سرطان الرئة؟

قال د. طفيلي: «تاريخياً، كنا نستعمل العلاج الكيميائي لمحاربة سرطان الرئة، ولهذا النوع من العلاج فوائد محدودة، وهو يسمح بإطالة عمر المريض. وفي العام 2005، بدأنا استعمال ما يُعرف بالـtargeted therapy أو العلاج الموجّه. يقتضي هذا العلاج دراسة جينات المريض، وإن وجد الطبيب خللاً في الجين، يعالجه بدواء خاص موجّه لهذا الجين. وأظهرت الدراسات، أنَّ إعطاء الدواء الموجّه أفضل من العلاج الكيميائي». وحول العلاج الكيميائي لمحاربة سرطان الرئة، قال د. عرفات: «هو كمن يقوّص عشوائياًّ»، فيقتل الهدف وما حوله.

وتابع: «منذ العام 2015 حتى اليوم، أبرز العلاجات الجديدة التي ظهرت هو العلاج المناعي، والذي يقوّي جهاز المناعة ليساعد الجسم في محاربة المرض. في الواقع، إنّ هذه الدراسات والعلاجات الجديدة تغيّر تاريخ مرض سرطان الرئة، فترتفع نسبة الشفاء، وتزداد السنوات في حياة المرضى… وإنَّ العلاج المناعي أسهل من العلاج الكيميائي، وهو أحياناً يُعطَى للمريض لوحده، وفي أحيان أخرى يُعطَى مع العلاج الكيميائي. وأظهرت البراهين أنّ المزج بين العلاجين يؤدي في غالب الأحيان إلى نتائج أفضل».

الرعاية الشاملة

لفتَ د. طفيلي إلى أنَ «اعتماد مقاربة الرعاية الشاملة أمر بفائق الأهمية في علاج كل أنواع السرطانات، ولا سيما سرطان الرئة. فإنّ مرض سرطان الرئة لا يُعالَج بالدواء، بل بالرعاية الشاملة، والتي تشمل أقساماً واختصاصات عدة:

– العلاج الكيميائي،

– طب القلب والأوعية الدموية،

– الصحة النفسية،

– الحمية الغذائية،

– علاج العوارض وتخفيف الألم أو ما يُعرَف بالـpalliative care،

– الصحة الجنسية والصحة الإنجابية،

– الوقاية».

فوفقاً لد. عرفات، «تؤثر أقسام الرعاية الشاملة على جهاز المناعة وعلى فعالية العلاج». ولفت الى أنّ عدد الأشخاص الذين يعلمون بوجود صورة قادرة على كشف سرطان الرئة في مرحلة مبكرة، تماماً كصورة الثدي المعروفة أكثر، قليل جداً. ويمكن لهذه التقنية أن تنقذ الأرواح، وتطيل الأعمار.

التدخين

شدّدَ د. طفيلي على أنّه «يمكن تجنّب 90% من حالات سرطان الرئة من خلال منع التدخين. لذا هذه أهم خطوة يمكن أن نقوم بها للوقاية من هذا المرض الشائع والمميت. ومن المحزن أنّ قانون منع التدخين رقم 174 في لبنان لا يُطَبَّق على أرض الواقع. والغريب في الأمر أنّ وزير الصحة – الذي هو طبيب – أعلن عن إعادة السماح بتدخين وتقديم النرجيلة في المطاعم».

وأضاف: «للأسف، يصدّق ويروّج البعض لمعتقدات خاطئة حول النرجيلة وأضرارها. فيقولون إنّ المياه فيها تخفّف من الضرر مثلاً، بينما النرجيلة في الواقع تضرّ بالصحة أكثر من السيجارة».

ونبّه د. طفيلي: «إن كنت تسكن مع شخصين مدخنين في المنزل نفسه، الأثر على صحتك مثل الأثر على المدخن. فأنت تتعرّض للمواد السامة نفسها. ويؤذي بعض الأهل من دون علمهم صحة أطفالهم بهذه الطريقة، فيُدخلون السموم إلى أجسامهم. ونصيحتي لكم: في حال شعر المدخن بحاجة ملحة للتدخين، عليه ألّا يدخن داخل المنزل أو أي مكان مغلق».

وختمَ د. عرفات طفيلي: «مستقبلي أنا – كطبيب سرطان رئة – مؤمَّن، طالما الناس عم بتدخن… للأسف».