إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية التي تخوض حرباً لا هوادة فيها ضد “حزب الله”، ليست معنية بتغيير حكومة حسان دياب في الوقت الراهن، إلا أنه واستناداً إلى المعلومات التي توافرت ل”السياسة” من حصيلة لقاءات الموفدين الأميركيين الأخيرة مع المسؤولين اللبنانيين، أن واشنطن لن تقبل بوجود ممثلين للحزب في أي حكومة قد تشكل في المرحلة المقبلة، سواء برئاسة سعد الحريري أو أي شخصية غيره.
إلى ذلك، وبالتوازي مع استئناف المفاوضات بين لبنان وصندوق النقد الدولي هذا الأسبوع، يحط في بيروت في الأيام المقبلة وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان، للقاء كبار المسؤولين اللبنانيين والبحث معهم في تطورات الأزمة الاقتصادية والمالية المتفاقمة التي تنذر، بسقوط لبنان في الهاوية، إذا لم تبادر الحكومة إلى الإسراع في إجراء الإصلاحات الفعلية.
وفقاً للمعلومات المتوافرة لدى هذه الأوساط، فإن “الوزير الفرنسي لا يحمل أي مبادرة، لأن بلاده ليست مستعدة للقيام بأي مسعى حالياً، كونها أصيبت بخيبة أمل كبيرة من أداء الحكومة اللبنانية الحالية والسابقة، بسبب عدم الجدية في تنفيذ مقررات مؤتمر “سيدر”، ما أوصل الوضع إلى ما وصل إليه من ترد اقتصادي ومالي”، لافتة إلى أن “لودريان يحمل معه ما يصح قوله ب”إنذار” أخير إلى بيروت، بأن الوقت يلعب ضد المصلحة اللبنانية، ولا بد من العمل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل انهيار الهيكل على رؤوس الجميع، وسيقول للمسؤولين اللبنانيين وفي مقدمهم رئيس الجمهورية ميشال عون، أن أحداً لن ينقذ لبنان، إذا لم ينقذ اللبنانيون أنفسهم” .