كتبت آمال خليل في “الاخبار”:
حتى مساء أمس، لم يكن القضاء قد بسط يده كاملة على قضية الاعتداء على عدد من الشبان مساء الخميس الفائت في منطقة «الوادي الأخضر»، الواقعة بين بلدتي كفررمان وعربصاليم (قضاء النبطية). فقد بدأت محاولات “لملمة الموضوع من قبل عناصر حزبيين يحسب عليها المعتدون. فقام العناصر بزيارات لمنازل المعتدى عليهم للوقوف على خاطرهم وإقناعهم بمسامحة المعتدين والعدول عن مقاضاتهم”، وفق مصدر مواكب للملف. وفي المعطيات الأولية للاعتداء، أنها وقعت بسبب ارتكاب ثلاثة شبان وفتاتين “جرم” الاختلاط في منطقة الوادي الأخضر حيث جلسوا ضمن حلقة واحدة! وبحسب أحد المعتدى عليهم وسام بشارة، فإن “ثلاثة أشخاص اقتحموا الجلسة حاملين جهازاً لاسلكياً ومسدساً وآلات حادة وعصيّاً خشبية ادعوا أنهم من حزب الله، وحضروا للاعتراض على اصطحاب نساء إلى المنطقة التي ارتوت بدماء الشهداء. وسرعان ما انهال اثنان منهم بالضرب على شابين من المجموعة، هما وسام بشارة و أ. م . الذي عرّف عن نفسه بأنه عنصر في الأمن العام. مع ذلك استمر المعتديان بالضرب المبرح”. تقرير الطبيب الشرعي الذي يحمله بشارة يشير إلى أن الاعتداء “هو محاولة قتل وليس فقط إيذاء. لأن الضربات تركزت على الساعدين والكتفين واليدين عندما حاول المعتدى عليهما صدّ الضربات عن رأسيهما بأيديهما”. وقد قال بشارة أثناء الاعتداء لأحد المعتديين “إنك تقتلني. فأجابه نعم أريدك قتلك”.
تمكّن بشارة من التعرف على المعتديين، وتأكد من أنهما “ادّعيا زوراً انتماءهما إلى الحزب، وتبين أنهما قريبين” من تنظيم آخر. توجه إلى النيابة العامة الاستئنافية في النبطية لتقديم شكوى بحقهما “لكن رئيس القلم رفض بحجة وجود محضر مفتوح بالحادثة في مخفر جباع”. في جباع إلى حيث انتقل بشارة، التقى صدفة بأحد المعتدين ح. ح. الذي كان قد توجه إلى المخفر للادعاء على الناشط “الفايسبوكي” يوسف ع. بتهمة “نشر صوره في صفحته على فايسبوك والتشهير به واتهامه زوراً بارتكابه الجريمة”. لكن بشارة بالفعل تعرف إليه وحصلت مواجهة بينهما. وبناءً على إشارة النيابة، أوقف المعتدي ح. لكن شريكه «موجود في منزله في عربصاليم».
لن يكتفي بشارة برفع شكواه أمام مخفر جباع، بل سينقلها إلى بيروت أمام القضاء المدني والعسكري، باعتبار أن الضحية الثانية عنصر في الأمن العام. الخشية طاغية من تدخل جهات حزبية نافذة لصالح المعتدين، كما حصل في اعتداءات سابقة وقعت في المنطقة وبقيت حبراً على ورق. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن أدراج نيابة النبطية تحفظ شكوى “محاولة قتل” التي قدمها الناشط بشير أبو زيد ضد عناصر حزبيين اعتدوا عليه في بلدته كفررمان بسبب منشور له على “فايسبوك” قال فيه: «طفوا قدام بيت نبيه بري وضووا بيوت الناس». وقبله تعرض عناصر حزبيون بالضرب للمعتصمين أمام معمل الكفور لفرز النفايات الذين تقدموا بشكوى أيضاً.