كتبت جويل عرموني في الديار:
اخترقت صحفية “الديار” كواليس المسلسل اللبناني “رصيف الغرباء” الذي ينتظره الجمهور بفارغ الصبر بعدما روّجت له وسائل الاعلام خلال الأشهر العشرة الماضية، كونه يعالج الخير والشر والاقطاعية ويحمل مفاجآت صادمة وغير متوقّعة مليئة بالرسائل والعِبَر الانسانية كتبها طوني شمعون ويضمّ أكثر من 250 ممثلاً من ألمع وجوه الدراما اللبنانية من اختيار واخراج وانتاج ايلي معلوف الذي ما زال يحقّق نجاحاً وجماهيرية كبيرة منذ سنوات عدّة حتى الآن.
وقبل استكمال التصوير، أجرينا مقابلة مع الممثلة كارمن لبّس التي حُفر اسمها في الدراما اللبناني والعربية، محترفة ومقنعة بكل الأدوار الصعبة والمركّبة التي اختارت تجسيدها، فجذبت المشاهد اليها بدور المرأة الشريرة والقاسية والمتسلّطة من جهة، وبدور الأم المغرومة، الحنونة والطيّبة والمخلصة من جهة أخرى.
“خضعنا جميعاً لفحص PCR وجاءت النتائج…”
استهلت كارمن لبّس كلامها بالحديث عن الصعوبات التي واجهتهم خلال تصوير “رصيف الغرباء”، قائلةً:”بعد أن بدأ التصوير في شهر آب ٢٠١٩ توقف في تشرين الأول مع بداية الثورة، ثم ما لبث أن عاد وتوقف مع انتشار فيروس الكورونا بعد أن كان قد استؤنف لفترة وجيزة، فتأجّل التصوير مراراً وتكراراً مما أدى لتأجيل عرض المسلسل.” وتابعت:”إلا أننا عدنا الآن مع الالتزام بالإجراءات الوقائية كافة المرتبطة بفيروس “كورونا”، وخضعنا جميعاً لفحص PCR وجاءت النتائج سلبية. ونأمل أن تسير الأمور على ما يرام لكي يكون موعد بدء عرض المسلسل في الخريف المقبل.”
ولدى سؤالها عن دورها، أعلنت كارمن أنها تلعب دور “وردة خليل” وهي سيدة من المجتمع الراقي في فترة السبعينات، لديها مكانتها وعملها وشركتها الخاصة وتعيش في الطبقة المخملية. وأكملت:” كان همّ وردة إيجاد العريس المناسب لإبنتها لارا (رهف عبد الله) والذي يمتلك كل المواصفات التي تناسب صورتها ومكانتها في المجتمع. ولا بد من الإشارة إلى أن وردة خليل تتعرض في المسلسل لنكسة في حياتها تقلبها رأساً على عقب.”
وأبدت لبّس إعجابها بالعودة في هذا المسلسل إلى مرحلة السبعينات مع كل ما تحمله من عادات وتقاليد وملابس وأزياء وسائر التفاصيل.
“هذا ما سيلاحظه من خلال التسلسل المنطقي والأفكار المشوّقة”
وعن تعاونها مع المنتج والمخرج ايلي معلوف كشفت لبّس أنه كان من المفترض أن يتم هذا التعاون منذ زمن إلا أن الظروف شاءت أن يلتقيا في “رصيف الغرباء” وهي سعيدة جداً في هذا العمل. كما أبدت إعجابها بالحبكة المميزة التي أبدع فيها الكاتب طوني شمعون، وهذا ما سيلاحظه المشاهد من خلال التسلسل المنطقي والأفكار المميزة والمشوقة في تطور أحداث المسلسل.
ورداً على سؤالٍ حول وضع الدراما اللبنانية، اعتبرت “أنها كانت قد تطوّرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة قبل أن تأتي الكورونا وتدهور الأوضاع الإقتصادية مع توقف الإعلانات والتمويل مما ولّد شعوراً بالخوف من تراجع الإنتاج. ومن الممكن تفادي هذا الأمر أو التخفيف من وطأته من خلال الأعمال العربية المشتركة التي أشجعها، شرط أن تكون منطقية لناحية تجانس اللهجات مع تركيبة الشخصيات.”
بالعودة لمسلسل “بالقلب” الذي أبدعت فيه، أبدت كارمن لبّس فرحتها الكبيرة بالأصداء الرائعة للمسلسل الذي كان مليئاً بالأحاسيس، مما أتعبها نفسياً نظراً للكم الهائل من المشاعر والوجع الذي يحمله. وهنا لا بد من توجيه التحيّة لطريقة معالجة الكاتب والممثل طارق سويد للمواضيع ولكتابته الرائعة.
“ناطرتو بسْ مِش عَم بنبش عليه!!”
كما علّقت كارمن على موضوع دخول الإعلاميين والفنانين الى مجال التمثيل، قائلةً:”لست ضد دخولهم اذا كان لديهم الموهبة والقدرة على احتراف التمثيل وليس فقط حبّاً بالشهرة والظهور أمام الكاميرا.” وأكدت تأييدها ومطالبتها بتطبيق قانون المهنة لناحية عدم تجاوز نسبة من هم خارج النقابة معدّل العشرة بالمئة، لكي يبقى تسعون بالمئة من الحصة محفوظة لخريجي كليات ومعاهد التمثيل الذين درسوا وتخصصوا في هذا المجال. في السياق نفسه، شددت أنه لا بد للممثل اليوم أن يحظى بإحتضان ودعم شركات الإنتاج له ولموهبته لكي يتمكن من الإستمرار وتحقيق النجاح الذي يطمح إليه.
وختمت كارمن لبس ضاحكةً رداً على سؤال عن الحبّ في حياتها، “ناطرتو بس مش عم بنبش عليه!!”