كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:
قد تعتقدون أنكم على دراية بمختلف أنواع الأنظمة الغذائية الهادفة إلى خسارة الوزن، غير أنكم قد تتفاجأون بحمية جديدة كَثُر الحديث عنها أخيراً وأثارت فضول الملايين من الأشخاص حول العالم، خصوصاً بسبب الإسم الذي تحمله : «Snake Diet»، أي حمية الأفعى! ولكن قبل التطرّق إلى التفاصيل، لا داعي للهلع… بل اطمئنوا لأنّ المقصود منها ليس تناول الأفاعي إطلاقاً!
أوضحت اختصاصية التغذية ناتالي جابرايان لـ«الجمهورية» أنّ «الـ«Snake Diet» عبارة عن حمية تدعو إلى الصوم طوال اليوم ثمّ الانغماس في الطعام مرّة واحدة. المفهوم هنا مُشابه للحيوان الذي يصطاد فريسته مرّة واحدة في اليوم، ويمتنع عن الأكل خلال الساعات المتبقية. فوفق مؤلّفي هذه الحمية، بما أنّ الطعام أصبح مُتاحاً للإنسان بانتظام، فقد اعتاد الأكل دائماً في حين أنّ المطلوب منه البقاء على الغريزة الحيوانية. لكن من خلال الـ«Snake Diet»، يمكنه العودة إلى ما كان عليه سابقاً»، واصفةً هذا المُعتقد بـ«التافه».
وأضافت: «لُقِّبت هذه الحمية بالـ«Snake Diet» لأنّ الأفعى تأكل مرّة واحدة لعدة أيام، أي انها تصوم معظم الأوقات وتكتفي بوجبة واحدة كبيرة. وبالتالي، فإنّ المقصود من هذه الحمية أن يمتنع الشخص عن الأكل نحو 22 ساعة يومياً، ويأكل في غضون ساعة أو ساعتين فقط».
وشرحت جابرايان أنّ «مُبتكري الـ«Snake Diet» يركّزون على فكرة أنه عند الامتناع بتاتاً عن الطعام والاكتفاء فقط بالمياه والقهوة بِلا سكّر أو أي إضافات أخرى أو مواد تُعزّز الجهاز الهضمي، يبدأ الكبد بحرق السكّر لاستمداد الطاقة، وعند استنزاف الطاقة من هذا العضو تحدث خطوات عدة تلقائياً ويعود الجسم ليحرق الدهون. لذلك يتمّ التركيز على مبدأ الصوم 22 ساعة لأنه باعتقادهم أنّ من شأن ذلك تسريع حرق الدهون لاستخدامها كطاقة. فضلاً عن أنه، ووفق مؤلّفي الـ«Snake Diet»، فإنّ ما يهمّ هو عدد مرات الأكل وليست النوعية المستهلكة، بحيث أنه كلما ارتفع تواتر الأكل زاد احتمال اكتساب كيلوغرامات إضافية، وهذا بالتأكيد غير صحيح».
ولفتت إلى أنّ «تطبيق هذه الحمية يختلف من شخصٍ إلى آخر. فالذي يعاني زيادة الوزن أو البدانة يستطيع الصوم لساعات أطول لأنه يملك نسبة دهون أعلى، وبالتالي يستطيع التحمّل أكثر خلال الصوم».
مضمونها
وعن تفاصيل هذه الحمية، قالت: «خلال ساعات الصوم يُنصح باحتساء الـ«Snake Juice»، وهو عبارة عن إلكتروليت يهدف إلى تفادي الجفاف وعدم توازن المعادن في الجسم. يتألف هذا العصير تحديداً من زجاجتين كبيرتين من المياه (2 لتر)، وكلوريد البوتاسيوم، وكلوريد الصوديوم، وبيكربونات الصوديوم، وكبريتات الماغنيزيوم، علماً أنّ الإفراط في هذه المكوّنات الصناعية قد يؤدي إلى آثار جانبية».
وتابعت: «لبدء هذه الحمية، المطلوب أولاً تناول العشاء ثمّ الصوم 48 ساعة والاكتفاء فقط بشرب الـ«Snake Juice»، والهدف من الامتناع عن الطعام خلال الـ48 ساعة الأولى هو القضاء على إدمان الأكل والشهيّة والحاجة للسكّر، وطرد السموم من الجسم. وجنباً إلى ذلك، يجب الإستعانة بالميزان بانتظام والسيطرة على الكيتونات في البول. باختصار، إنّ الـ«Snake Diet» شبيه بحمية «Keto» المنخفضة الكربوهيدرات بشدّة، والتي تركّز فقط على الخضار غير النشوية والبروتينات مثل اللحوم والسمك، ولكن مع الصوم المتقطّع الشديد، أي تدمير كُلّي للجسم!».
انعكاساتها السلبية
وأكّدت خبيرة التغذية أنه «وعلى غِرار أي حمية مقيّدة وقاسية، فإنّ الـ«Snake Diet» ستؤدي حتماً إلى خسارة الوزن، ولكنّ ذلك يحدث نتيجة فقدان المياه والكتلة العضلية. وفي المقابل، فإنها تولّد مجموعة انعكاسات سلبية تشمل الدوخة، ونقص المعادن والفيتامينات، والعجز عن التركيز، والتعب، والنفخة، وضَخّ سريع وشديد للإنسولين يؤدي بعدها إلى هبوط السكّر في الدم مجدداً والشعور بشهيّة أكثر على الطعام. ناهيك عن أنّ الشخص سيشعر باستنزاف الطاقة، فيعجز عن ممارسة الرياضة بشكلٍ صحيح ويخسر عضلاته ويتعرّض للإمساك لقلّة الألياف من الفاكهة والخضار. هذا الأمر يختلف عن حمية «Keto» التي تسمح باستهلاك السعرات الحرارية خلال اليوم، غير أنّ مزجها مع الصوم هو الأسوأ».
باختصار، أفادت جابرايان أنّ «هذه الحمية غير آمنة إطلاقاً ولا يُنصح بها خصوصاً للأشخاص الذين يتناولون أدوية ويأكلون مرّة واحدة في اليوم، كمرضى الضغط المرتفع والسكّري واضطرابات الغدّة الدرقية. كذلك، فإنّ الأكل مرّة واحدة يمنع الحصول على جرعة كافية من البروتينات الأساسية لنقل الدواء إلى الجسم ودعم فاعليته، وهذا بدوره محفوف بالمخاطر».