Site icon IMLebanon

وعود كويتية وقطرية بدلا من مساعدات فورية للبنان

استبعدت أوساط سياسية خليجية حصول لبنان على أي مساعدات فورية نتيجة الزيارة التي قام بها للكويت المدير العام لجهاز الأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم كمبعوث للرئيس ميشال عون.

والتقى إبراهيم في الكويت رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد لمدة ساعة وعشر دقائق، كما كان له لقاء قصير مع وزير الخارجية الشيخ أحمد الناصر.

وتوقعت هذه الأوساط أن تتكرر تجربة المبعوث الرئاسي في قطر التي يزورها بعد الكويت، وذلك لأسباب مرتبطة بالسياسة الأميركية تجاه لبنان وتجاه حزب الله بالذات الذي تعتبره واشنطن حزبا “إرهابيا”.

 

اللواء عبّاس إبراهيم فهم أن الكويت ليست في وضع يسمح لها بمساعدة لبنان
ورجحت هذه الأوساط رفض قطر توفير مساعدات سريعة للبنان، على الرغم من الانهيار الاقتصادي الذي يعاني منه، في غياب الضوء الأخضر الأميركي، خصوصا في هذه الظروف بالذات.

وأوضحت الأوساط ذاتها أن المبعوث الرئاسي اللبناني، الذي لم يلتق أمير دولة الكويت الشيخ صُباح الأحمد الجابر الصباح الموجود حاليا في مزرعته خارج العاصمة، سلّم الرسالة التي يحملها إلى رئيس الوزراء.

وذكرت أن اللواء إبراهيم، المعروف بأنّه يمتلك كلّ صفات المفاوض الناجح، سمع من المسؤولين الكويتيين الذين التقاهم كلاما جميلا عن لبنان والحاجة إلى الوقوف إلى جانبه في هذه المرحلة الصعبة التي يمرّ بها. كذلك سمع وعودا سخيّة، لكنّه سمع إضافة إلى ذلك تلميحات فحواها أن الكويت ليست في الوقت الحاضر في وضع يسمح لها بأن تقدم إلى لبنان مساعدات مباشرة.

وتساءلت الأوساط الخليجية عمن يقف وراء فكرة إقناع رئيس الجمهورية اللبنانية بضرورة إرسال مبعوث من خارج الحكومة ووزارتي الخارجية والمال إلى الكويت التي تسعى حكومتها إلى الحصول على قروض بنحو عشرين مليار دينار.

وكشفت أن الحكومة نفسها تحاول إقناع مجلس الأمّة (مجلس النواب) بعدم الاعتراض على تأمين قروض للحكومة الكويتية لسدّ العجز الكبير في الموازنة جراء هبوط أسعار النفط من جهة وجائحة كورونا من جهة أخرى.

ولاحظت الأوساط نفسها أن السلطات الكويتية عملت على إعطاء الزيارة وجها إيجابيا إذ ركّزت على أن المحادثات التي أجراها اللواء إبراهيم مع كبار المسؤولين الكويتيين كانت إيجابية وتخللها تفهم لوجهات النظر وتقدير كبير للوضع اللبناني والتحديات التي يمر بها لبنان على مختلف الأصعدة.

وأشارت إلى أن الجانب الكويتي وعد بمتابعة المواضيع والملفات التي طرحت من خلال مجلس الوزراء والمؤسسات ذات الصلة، نافية أن تكون الاجتماعات أفضت إلى قرارات فورية.

وذكرت مصادر كويتية في هذا المجال أن رئيس الوزراء الكويتي أكد للواء إبراهيم أن الهم اللبناني هو هم كويتي وعربي بطبيعة الحال، متمنيًا عودة الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي عبر خطوات إصلاحية جدّية.

وأضافت أن الكويت حريصة على عودة العافية إلى لبنان ليمارس دوره البنّاء والمميز في المجموعة العربية، وأن الكويتيين لا ينسون أن لبنان كان أول دولة عربية دانت الغزو العراقي عام 1990، وأن العلاقات بين الدولتين تاريخية وتجمعهما قواسم مشتركة أكثر من أن تحصى وتعد.

ومعروف أن الجولة الخليجية للمبعوث الرئاسي اللبناني ستشمل قطر أيضا. وتوقّعت الأوساط السياسية الخليجية أن يسمع اللواء إبراهيم في قطر نوع الكلام نفسه الذي سمعه في الكويت في الوقت الذي سيتوجّب فيه على الدوحة أن تأخذ بعين الاعتبار أن أي مساعدة للبنان الذي يسيطر عليه حزب الله لا يمكن إلّا أن تأخذ في الحسبان السياسة الأميركية تجاه البلد.

يأتي ذلك في وقت عبرت فيه واشنطن عبر مسؤولين أميركيين عن غضبها من فشل القوة الدولية بجنوب لبنان في دخول بعض المناطق وتفتيش مخابئ أسلحة لحزب الله، مؤكدة أنها تدرس “حجب التمويل عنها”.

ونسبت وسائل إعلام لبنانية إلى مسؤولين أميركيين قولهم إن لبنان في حاجة إلى برنامج اقتصادي ذي صدقية في حال كان يريد الحصول على مساعدات خارجية.

وفشل لبنان إلى حد الآن في الحصول على دعم من حلفاء تقليديين للبلد بسبب ملف حزب الله، ومن بين هؤلاء الحلفاء الذين عرفوا بدعم لبنان السعودية، وكذلك فرنسا التي طالبت بيروت بإصلاحات اقتصادية تتماشى مع مطالب صندوق النقد الدولي.

ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الأسبوع الماضي إلى الإسراع في الإصلاحات. وقال “على السلطات اللبنانية أن تستعيد المَسك بزمام الأمور.. نحن حقاً مستعدّون لمساعدتكم، لكن ساعدونا على مساعدتكم”.