أكد “اللقاء التشاوري” على “الثوابت التي طرحها البطريرك بشارة الراعي لاسيما فيما يتعلق بالسيادة اللبنانية تجاه الداخل والخارج، وأهمية ان يكون السلاح الشرعي المتمثل بالجيش اللبناني هو الحامي الحصري للبلاد والعباد. ولكن نلفت نظر البطريرك بكثير من الاحترام والمودة الى ان جيشنا الوطني يفتقر الى التجهيزات والامكانيات لتولي هذه المهمة، فضلا عن الازمات الاقتصادية التي تستهدفنا في هذه الايام شعبا وجيشا، وبالتالي فإن علينا ان نسعى جميعا، ومن مختلف مواقعنا، الى تحصين هذا الجيش وتطوير جهوزيته في العديد والعتاد لكي يتمكن من القيام بواجبه الوطني المقدس، وقبل ان يتحقق لنا ذلك فإن أي تلميح او تصريح يتعلق بشرعية سلاح المقاومة يعني الانتحار السياسي والعسكري للبنان وهو ما لا يرضاه غبطة البطريرك وما لن نرضاه ايا تكن التهديدات والعقوبات، وعلينا ان نقر وندرك بأن قدر لبنان هو المواجهة عبر المقاومة”.
وأضاف، في بيان تلاه النائب فيصل كرامي بع الاجتماع الدوري للقاء في دارة رئيس الحكومة الأسبق الراحل عمر كرامي في بيروت: “اما بالنسبة الى الحياد، فإن لبنان الرسمي حريص على افضل العلاقات مع كل اصدقائه في العالم ومع كل اشقائه في العالم العربي وعلى النأي بنفسه عن الواقع الاقليمي المشتعل. غير ان الحياد والنأي بالنفس لا يشملان على الاطلاق موقفنا تجاه العدو الاسرائيلي الذي يحتل اجزاء عزيزة وغالية من ارضنا، ويخرق السيادة اللبنانية بشكل يومي، ويتحين الفرص للسطو على ثرواتنا البحرية. كما ان الحياد والنأي بالنفس لا يشملان على الاطلاق موقفنا تجاه تصفية القضية الفلسطينية عبر ما يسمى صفقة القرن التي يخططون ويعملون لها والتي تتضمن بين بنودها توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان”.
وتابع: “أبدى المجتمعون ارتياحهم للخطوات الحكومية الاخيرة الهادفة الى محاصرة الازمة الاقتصادية والمعيشية، وهم يأملون ان تحظى هذه الخطوات بدعم ومؤازرة كل الاشقاء العرب وكل الدول الصديقة وكل المعنيين بغض النظر عن الاختلافات السياسية، لأن السفينة المهددة بالغرق، والتي هي لبنان، تضمنا جميعا، فإما نغرق معا واما ننجو معا”.
واستغرب “قرار مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان بتعيين لجان الاوقاف في عدد من المناطق اللبنانية وذلك بأسلوب غلب عليه طغيان تيار سياسي وحزبي محدد”، آملين من “المفتي بأن يبقى المرجعية الجامعة لكل ابناء الطائفة من دون انحياز لهذا التيار او ذاك، وصدق من قال “ما دخلت السياسة امرا الا وافسدته”.
وختم: “في مثل هذه الايام، قبل 14 عاما، شهد لبنان الحدث المفصلي في تاريخ صراعه مع العدو الصهيوني عبر حرب تموز 2006. هذه الحرب ارادتها اسرائيل عدوانا تدميريا شاملا، وحولتها ارادة ودماء المقاومين الى ملحمة صمود وانتصار ارست توازن ردع مع العدو هو الأول من نوعه في تاريخ الصراع العربي – الاسرائيلي، وهي مناسبة للتأكيد أهمية المتغيرات الاستراتيجية في قواعد الاشتباك التي نجح اللبنانيون في تحقيقها عبر تضحياتهم وصمودهم ونصرهم المحقق والمضمخ بدماء الشهداء، ولتوجيه تحية فخر واعتزاز لمن واجه وضحى وصان للامة عزتها وكرامتها”.
من جهة اخرى، التقى اعضاء “اللقاء التشاوري” مع السفير الروسي الكسندر زاسبكين واقاموا حفل غداء وداعي للسفير على شرفه لمناسبة انتهاء عمله في لبنان.