رأى عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله أنه “بعد صدور التقرير النهائي لديوان المحاسبة حول قطع حساب الموازنة بدءًا من العام 1997 يصبح لدينا صك قانوني هو قاعدة أساسية لمحاسبة المرتكبين بحق المال العام”، معتبرًا أن “واحدة من أهم الأسباب التي أوصلت البلد إلى الانهيار هي تعمد الفوضى في حسابات الدولة وعدم مراقبة الإنفاق في ألموازنة وفق الأصول”، ومشيرا الى أن “رغم حملات التشكيك والتجني واصلنا العمل منذ أن أثرنا هذا الملف الكبير وحولناه إلى القضاء”.
وأكد، في حوار إعلامي في مجلس النواب، أن “التقرير المرتقب يحدد المخالفات الجسيمة أما تحديد المسؤوليات والمرتكب فتقع على عاتق القضاء والمجلس النيابي”، معتبرا ان “إنجاز هذا الملف سيؤدي إلى ضبط المالية العامة لأن مراقبة الإنفاق من خلال قطع الحساب المعطل منذ العام 2005 مدخل ضروري للإصلاح.”
وحول الملفات التي قدمها للجنة الإدارة والعدل قال: “بعد أن عرضت أمام محكمة الرأي العام وفي مؤتمر صحافي للملفات التي تقدمت بها للقضاء طلبت لجنة الإدارة والعدل مناقشتها فزودتها بنسخة كاملة تتضمن جدولا فيه عنوان الملف والجهات المسؤولة والمسار القضائي، وCD بداخله مئات المستندات، وكنت واضحا عندما قلت أن الوزيرة تسلمت من اللجنة الملفات. سواء ضيّعت CD ،أو لم يسلمها رئيس اللجنة سوى الجدول فهذا بينهما، والمشكلة ليست هنا، سواء كان معها الوثائق أم لا”.
وأضاف: “لو كانت هناك جدية لأبلغت ذلك منذ شهرين لرئيس اللجنة ومع ذلك ليس المطلوب من الوزيرة التحقيق في الملفات، ولا التدقيق في الوثائق ولا التدخل في عمل القضاء، فهي ملفات قيد التحقيق لدى القضاء ، كان المطلوب أن تقوم بمسؤولياتها اتجاه المجلس النيابي، فلأن هناك تأخير وعدم بت ببعض هذه الملفات تحركت اللجنة النيابية المختصة، ولأنه وفق الأصول علاقة اللجنة مع القضاء هي من خلال وزير العدل، قدمت لها المعطيات، كي تتم متابعة الملفات لمعرفة مصيرها فالمجلس يساءل ويحاسب الوزير المختص، أيا يكن فالموضوع ليس شخصيا ولا علاقة له بإسم الوزير إنما بأدائه”.
واعتبر أنه “كان من المفترض أن تستفيد الوزيرة من هذه الفرصة بدل تجاهلها أو تسخيفها كما فعلت وهذا يدل على عدم إكتراث”، لافتا الى أنه “كان بإمكانها التحرك فورا باتجاه القضاء للحصول على أجوبة حول هذه الملفات، والإجراء المطلوب منها هو إجراء إداري، وهذا من واجبها، والفرصة لا تزال متاحة أمامها، لكن للأسف رغم المتابعات عبر رئيس اللجنة، والمطالبة العلنية قبل أسبوعين من مقرر اللجنة الزميل ابراهيم الموسوي لم نحصل على أجوبة”.
وقال: “لم تتواصل مع النيابة العامة إلا بعد حصولها على لائحتين إضافيتين كما قالت من دون أن تقول لنا ممن ولماذا هنا تحركت فورا وهناك لم تتحرك؟ الإجراء المطلوب ليس التدخل في التحقيق بل على الأقل سؤال القضاء أين أصبحتم. جرت محاولة لتضليل الرأي العام من خلال طرح إشكالية. هل تسلمت مستندات أم لا؟ بينما المطلوب جواب حول مصير الإخبارات فهل علمت بها أم لا؟ وهل سألت القضاء منذ شهرين عن مصيرها أم لا؟ وهل سألت رئيس اللجنة عن وجود نقص في َالمعطيات عندها أم لا؟”.
وأكّد، في الختام، أننا “لم نقدم لها إخبارا عن قضية فساد لتطلب من القضاء التحقيق، بل قدمت لها اللجنة النيابية جردة بالملفات المفتوحة أمام القضاء التي لم تصل إلى نتيجة بعد”، لافتًا الى أنه “مع ذلك نحن ننتظر من اللجنة أن تتابع هذا الموضوع ولا نريد سجالات بل نريد لجميع الوزراء النجاح في عملهم لمعالجة المشكلات التي يعاني منها الشعب وخصوصا أنه لم يلمس بعد النتائج المرجوة في مكافحة الفساد لأن هناك محاولات تعطيل”.