حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، من أن “الوضع في لبنان خطير للغاية، ويتجاوز كونه مجرد أزمة اقتصادية أو تضخما”، مشيرا إلى أنها “أزمة شاملة لها تبعات اجتماعية وسياسية خطيرة، ويمكن للأسف أن تنزلق لما هو أكثر خطرا”، معربا عن خشيته من أن “يتهدد السلم الأهلي في البلاد بسبب الضغوط الاقتصادية والاجتماعية الهائلة التي يتعرض لها اللبنانيون”.
وقال في حديث إلى “وكالة أنباء الشرق الأوسط”: “الحقيقة أنني، وبعيدا عن أي اعتبارات سياسية، أشعر بمعاناة المواطن اللبناني الذي وجد نفسه فجأة، وبسبب ظروف لا دخل له فيها وخارجة عن إرادته، وقد تراجع مستوى دخله تراجعا مهولا، وانزلق تحت خط الفقر”، لافتا إلى أن “نصف اللبنانيين الآن يعيشون تحت خط الفقر، ويقبع الربع تحت خط الفقر المدقع وهو وضع مقلق للغاية في بلد له تركيبة خاصة نعرفها جميعا، لذلك فإنني أتفهم تماما معاناة اللبنانيين وأتألم لما نشاهد ونقرأ عنه من مآس اجتماعية كانتحار مواطنين بسبب الفقر وعدم قدرتهم على تلبية حاجات أبنائهم الضرورية”.
أضاف: “أرجو بكل صدق أن تستشعر الطبقة السياسية هذه المعاناة غير المسبوقة، لأنني، حتى الآن، لا أرى أن رد فعل الطبقة السياسية في مجملها على الأزمة يعكس ما كنا نأمله من استشعار للمسؤولية الوطنية أو الإدراك الكافي لخطورة الموقف الذي يواجه البلد، فما زال هناك، للأسف، تغليب للمصالح الضيقة على مصلحة الوطن، وهو ما يعمق الأزمة”.
ووجه أبو الغيط نداء إلى الدول والهيئات المانحة بـ “ألا يترك اللبنانيون وحدهم في هذا الظرف الصعب”، مؤكدا أنه “لا بد من أن يكون هناك حل لإنقاذ الوضع الاقتصادي لأن تبعات ما يجري ستطاول الجميع في لبنان وخارجه”.