كتب انطوان غطاس صعب في “اللواء”:
ما زالت الاتصالات جارية على قدم وساق بغية الوصول إلى حلول من شأنها أن تؤدي إلى حلحلة ما، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي. ولكن وفق المعلومات المؤكدة فإن كل المؤشرات لا تنبئ بأي أجواء إيجابية وخصوصاً على ضوء المواقف التي تصدر من الولايات المتحدة الأميركية او الدول الأوروبية بشأن العقوبات التي تفرض على طهران وحزب الله، وحيث لها ارتدادات وانعكاسات على مجمل الأوضاع السياسية والداخلية في لبنان، وتحديداً على المسارات المالية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك كان له الأثر السلبي خلال المناقشات التي كانت تجري بين صندوق النقد الدولي والوفد اللبناني المفاوض، وذلك على صعيد الرسائل التي تصدر من الدول المانحة، إذ لها المنحى والمؤشر اللذين لا يساعدان على الدعم الذي من المفترض ان تحظى به الحكومة، وحيث لا زالت صبغتها السياسية ومن جاء بها تلعب دورها في إطار عدم الاطمئنان لموقفها السياسي وخصوصاً من الملفات الخارجية والاستراتيجية.
وفي هذا الإطار، هناك معلومات تبدلٍ كبير حصل في الموقف الفرنسي لناحية تناغم باريس مع واشنطن والدول الغربية في فرض العقوبات على إيران وحزب الله وحلفائهم في لبنان، وهذا الموقف عبّرت عنه الخارجية الفرنسية ما يؤكد بأن الدعم الذي يتوقعه البعض أكان من فرنسا او من الدول المانحة، ولا سيما الخارجية، لا يشي بأي دعم سيحصل من هؤلاء الذين يأخذون على الحكم والحكومة في لبنان بأنهم يسيرون وفق الأجندة الإيرانية ومن خلال تعليمات حزب الله، ولهذه الغاية فإن كل الأمور في السياسة والأمن والاقتصاد معلقة ومرتبطة ارتباطاً وثيقاً إلى أبعد الحدود إلى حين بروز وظهور معطيات من شأنها ان تؤدي إلى تغيير الأجواء والحلحلة، وهذا ما لم يحصل في هذه المرحلة إلى حين تبلور المشهد السياسي والميداني في المنطقة، وتحديداً الحرب في سوريا التي لها تأثير مباشر على الوضع اللبناني جغرافياً وعلى كافة الأصعدة، وتالياً ترقب نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية ليبنى على الشيء مقتضاه، فضلاً عن السياسة التي قد ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في حال فاز في ولاية ثانية، او سياسة منافسه جون بايدن، وكل ذلك أيضاً يبقي لبنان ينتظر هذه الاستحقاقات الدولية والإقليمية، مما يؤكد صعوبة المرحلة والمخاوف ليرتفع منسوبها وفق اكثر من مؤشر نظراً للتقارير السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والأمنية التي لا تدعو إلى الاطمئنان.
وأخيراً سيبقى لبنان يعيش حالة ترقب صعبة خصوصاً وأن ثمة متغيرات حصلت في الأيام الماضية سيكون لها وقعها على صعيد الواقع السياسي، لا سيما مواقف البطريرك مار بشارة بطرس الراعي التي قلبت كل الموازين، وكان لها الأثر البالغ في دفع الأمور قدماً نحو إيجاد الحلول الناجعة، وتعتبر من أبرز ما شهدته الساحة اللبنانية منذ فترة طويلة لما تمثله بكركي من مرجعية مسيحية ووطنية لها وزنها ودورها، وعلى هذا الأساس هناك ترقب لما ستكون عليه هذه المواقف بعد عظتي البطريرك الناريتين وحيث تؤشران إلى وضع سياسي مغاير عن المرحلة الماضية بكل ظروفها.