أكد رئيس الجمهورية ميشال عون ان لبنان ليس في وارد الاعتداء على احد او تأييد الخلافات والحروب مطلقا، الا اننا ملزمون بالدفاع عن انفسنا سواء كنا حياديين او غير حياديين.
كلام عون جاء خلال استقباله في قصر بعبدا، وفدا من “تجمع العلماء المسلمين في لبنان” برئاسة رئيس مجلس الأمناء الشيخ القاضي احمد الزين.
واعتبر عون ان التدقيق الجنائي الذي اتخذ مجلس الوزراء قرارا بتحقيقه سوف يساعد على وضع حد لآفة الفساد وملاحقة الفاسدين ووضع اليد على الملفات المشبوهة، داعيا اللبنانيين الى مساندة الدولة لمواجهة الذين يقاومون ذلك.
وكشف رئيس الجمهورية انه تم وضع خطة لعودة النازحين السوريين الى بلادهم بالتنسيق مع سوريا والدول المهتمة بشؤون النازحين، وقال: “لقد بات علينا نحن ان نقوم بما هو عملي لدفع هذه الدول للقيام بواجباتها حيال النازحين السوريين”.
بدوره، دعا رئيس الهيئة الإدارية للتجمع الشيخ حسان محمود عبد الله الى “الإسراع في محاسبة الفاسدين مهما علا شأنهم وذلك بتشكيل هيئة قضائية خاصة من القضاة المشهود لهم بالكفاءة ونظافة الكف لمحاكمة كل من امتدت يده إلى الأموال العامة واستعادتها منهم، على أن ترفع الحصانة عن كل مشتغل بالمال العام كي تستطيع الهيئة مطالبتهم وسوقهم للعدالة”.
كما دعا الى “تفعيل القوانين التي تكافح الفساد من خلال تفعيل ديوان المحاسبة وإلغاء العقود بالتراضي واعتماد خطة مالية تراعي الأولويات في الإنفاق من المال العام واسترداد الأموال المنهوبة، خاصة الأملاك البحرية والنهرية، وإنجاز قطع الحساب عن السنوات الماضية التي لم نعرف أين صُرفت الأموال وكيف صُرفت، واستناداً إلى أي قانون، وتحميل من صرفها بشكل غير قانوني مسؤولية إعادتها كما تنص القوانين”. واكد الشيخ عبد الله العمل على “سد أي باب من أبواب الفتنة والحفاظ على الوحدة الوطنية والعيش المشترك”، داعياً الى التمسك بحق لبنان بحدوده البرية والبحرية خاصة البلوك رقم (9).
وقال: “من الطبيعي أن يكون لبنان بلدا محايداً عن أزمات المنطقة إن كانت لا تمس أمنه وسلمه الداخليين، أما مع بقاء جزء من الوطن محتلاً من قبل اسرائيل والأطماع الاسرائيلية بأرضنا ومياهنا ونفطنا ما زالت موجودة وتتأكد يوماً بعد يوم، وتربص الجماعات التكفيرية بنا لتعود إلينا مرة أخرى وبمساعدة قوى إقليمية ودولية والسعي لإتمام صفقة القرن التي تعني توطين الفلسطينيين في لبنان وإلغاء حق العودة، فنحن في قلب الحدث ولا معنى للحياد هنا، وكل وسيلة تساهم في حماية بلدنا من هذه الأخطار يجب أن نحافظ عليها لأننا سنستمر بالعمل لإستعادة الأراضي المحتلة وحماية وطننا”.ودعا الى عودة النازحين السوريين إلى وطنهم “بعد أن أصبح بمعظمه آمناً وقادراً على استيعابهم، وهذا ما يفرض حواراً مباشراً بين الدولتين اللبنانية والسورية”.
وأثنى عون على المواضيع التي طرحها عبدالله، ولفت الى ان لبنان وضع أخيرا خطة عودة النازحين السوريين على ان تتم في المرحلة المقبلة الدعوة الى اجتماع للسلطات اللبنانية المعنية بترتيب عودتهم بالتنسيق والاتفاق مع سوريا ومع الدول التي تهتم بشؤون النازحين. وقال: “لطالما طالبنا الدول المعنية بشؤونهم بالقيام بما عليها في سبيل تأمين عودتهم الى بلادهم وانتظرنا مواقفها، بحيث انه بات علينا نحن اليوم ان نقوم بما هو عملي لدفع هذه الدول للقيام بواجباتها حيالهم”.
وتطرق عون لموضوع الفساد والفاسدين، فلفت الى ضرورة “اجراء تحقيق في نبع المال ومن يديره”. وقال: “سنلجأ الى اعتماد وسيلة ناجحة تؤمن وضع اليد على الملفات من خلال التدقيق الجنائي” منوها “باننا نلقى مقاومة في ذلك لا على المستوى الشعبي بل على مستويات أخرى، وهو ما يتطلب مساعدتكم لأننا لن نستطيع انجاز الامر ما لم تكن هناك حركة تساندنا في ذلك”. وشدد على “ان لا عودة للارهاب على الأراضي اللبنانية لان من طرد الإرهابيين من جبالنا وسهولنا لن يسمح لهم بالعودة اليها مجددا”، لافتا في المقابل الى ان الأجهزة المعنية ساهرة على تأمين الحدود جنوبا في ظل حرص لبنان على حل الأمور المتنازع عليها مع إسرائيل برعاية الأمم المتحدة.
وتطرق عون الى الازمة الاقتصادية الراهنة والديون التي ترتبت على لبنان خلال ثلاثين سنة، فاشار الى انه يتم العمل على تأمين زيادة المساعدات للاسر المحتاجة وفقا لقدرة الدولة وما يصلها من مساعدات. وعن موضوع الحياد قال عون انه لا يعني تنازل الدول عن حقها بالدفاع عن نفسها “ومن هنا علينا ان نبقى على موقفنا بحيث اننا لن نعتدي على احد ولن نؤيد الخلافات والحروب مطلقا فيما نحن ملزمون بالدفاع عن انفسنا اكنا حياديين او غير حياديين”.
وكان عون استقبل الوزير السابق النائب سيزار ابي خليل واجرى معه جولة افق تناولت التطورات السياسية الراهنة والأوضاع العامة. كما تطرق البحث الى حاجات قضاءي عاليه والشوف الإنمائية.