Site icon IMLebanon

جنبلاط: معركتنا الصمود الاجتماعي والغذائي والاقتصادي

أشار رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط إلى  “وجود صراع أمم كبير جدا، على كل منطقة الشرق وعلى لبنان”، معتبرا “أننا لسنا نحن في لبنان، وفي الطائفة المعروفية العربية التوحيدية، من يستطع تغيير هذه المعادلات”.

وأكد أن “معركتنا كلبنانيين، هي الصمود الاجتماعي والغذائي والاقتصادي، فالجوع لا يفرق بين أحد، معركتنا التآخي والتضامن”.

كلام جنبلاط جاء في لقاء عقده في قصر المختارة، عصر اليوم، في حضور رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط، حشد كبير من مشايخ طائفة الموحدين الدروز، في مقدمهم مشايخ أعيان وأعضاء في المجلس المذهبي وشخصيات روحية، عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب أكرم شهيب، مستشار جنبلاط رامي الريس، أمين السر العام في الحزب ظافر ناصر، مفوضي الداخلية هشام ناصر الدين والإعداد والتوجيه عصام الصايغ، وكلاء الداخلية في المناطق، عدد من المسؤولين الحزبيين وشخصيات وفاعليات.

وقال جنبلاط: “شكرا لكم، المشايخ الأجلاء، أصحاب العمائم البيضاء، تلبيتكم الدعوة في هذه المناسبة الدقيقة من تاريح لبنان، إنه اللقاء الثاني وسيكون هناك لقاءات أخرى، لشرح الموقف الدقيق، الذي نمر به، نحن أصبحنا من الجيل القديم، ولا بد من الاستمرار والتواصل مع الجيل الجديد، في حمل رسالة المحبة، رسالة الصمود، رسالة العيش المشترك والتآخي، ورسالة كل مواطن لبناني مؤمن بهذا البلد”.

وأضاف: “اليوم في هذه اللحظة، واعذروني لن أدخل في التحاليل السياسية الكبرى، لسبب بسيط، وهو كما تعلمون، ثمة قول شهير “عند صراع الأمم إحفظ رأسك”، وهناك صراع أمم كبير جدا على كل منطقة الشرق وعلى لبنان، لسنا نحن في لبنان وفي الطائفة المعروفية العربية التوحيدية، من يستطع تغيير هذه المعادلات، علينا عند مرور هذه العاصفة أن ننحني، وستمر وسنصمد”.

وتابع: “أما في الموضوع الداخلي الدرزي، فلقد أقدمت وبرعاية من الرئيس نبيه بري، على لقاء الأمير طلال أرسلان، في ما يتعلق بتذليل ما تبقى من مشاكل دامية، حدثت في العامين الماضيين، والذي سبقه في الشويفات والبساتين، وهناك بعض العثرات في البلدتين، ونتمنى على الأمير طلال أن يزيل تلك العثرات، ونحن على استعداد لمساعدته عند الضرورة، ونتمنى أيضا، على الرفيق مروان أبي فرج، الذي قام بجهد جبار، وسارع ف عمله من أجل إقفال هذا الملف، كي نطمئن من المشكلات، وكل يحتفظ برأيه، وليس من مشكلة”.

وأكد أن “سياسة الحزب الثابثة هي الحوار، وبالنسبة للاحزاب الموجودة، فالعلاقة مع تيار المستقبل، ربما بعض الرفاق في إقليم الخروب يتدخلون في شؤون لا علاقة لنا بها، ولا للحزب التقدمي الاشتراكي التدخل في موضوع الإفتاء، هذا شأن خاص مرتبط بالطائفة السنية الكريمة، وليس لنا علاقة بمن سيترشح”، متمنيا أن “يكون الأمر واضحا، ومن دون شعارات إلغائية من الشباب، لا أحد يلغي الآخر، لنا حضورنا المتواضع في الإقليم، ولهم حضورهم، ونتعاون، كذلك هناك علاقة ثابتة مع التنظيم الشعبي الناصري، الأحرار، القوات اللبنانية، الوطني الحر، حركة أمل، حزب الله، الجماعة الإسلامية والشخصيات السياسية على تنوعها”.

وبالنسبة إلى موضوع الاستشفاء، قال: “منذ بداية جائحة كورونا، ركزنا على تمتين وتدعيم مستشفات عين وزين، سبلين الحكومي، الجبل، الشحار الحكومي، الإيمان، راشيا الحكومي، الوطني والمستشفى الأم رفيق الحريري في بيروت، على أمل أيضا، الوصول إلى صيغة توافقية، بعيدة من السياسة، لأجل مستشفى حاصبيا، أما وباء كورونا فلن يقف، ولا يوجد في الأمد المنظور أي لقاح، وقد يأخذ اللقاح سنة أو سنتين، ونرى في المدة الأخيرة كيف يتفشى في كل مكان، لأن البعض في الوزارة أعلن انتصاره مسبقا، ولم يعد من احترام للحجر وارتداء الكمامة، وحتى عندما نقوم بالفحص، وأهملنا الكمامة، فالفحص لا قيمة له”، آملا “الاحتراز في مناسبات الأتراح والأفراح واللقاءات الدينية والصلوات وفي المحال، لأننا ما زلنا في أول الطريق، وقد تأتي موجة أو موجات أفتك من الراهنة”.

وأردف: “أما بخصوص السياسة الزراعية والصمود، التي بدأتها بعد انهيار الليرة، أو ما يسمى “الثورة”، قلنا الصمود والأرض – والحمدلله – لم تبق أرض إلا وزرعت، لكن علينا إقامة تعاونيات زراعية، وتنظيم استخدام المياه، كي لا نقطعها عن الآخرين، وترشيد الاستهلاك، فالحصص التموينية موجودة، من خلال خلايا الأزمة، وهناك بعض القرى التي تعاني ضعفا، ولا بد من دعمها، والحزب جاهز، والمغترب أيضا جاهز، إذ إن الاقتصاد الاغترابي ضروري، للدخول إلى فصل الشتاء، وهو على الأبواب، وفي هذه المناسبة، لا مفر من التقنين في المازوت، وفي هذا الإطار لا أستطيع أن أتحمل مسؤولية المازوت، فالمشكلة عامة في البلد، بسبب تهريب المازوت”، متوجها إلى أصحاب المحطات بـ”ضرورة إعطاء أصحاب الحاجة حاجتهم، من دون استثناء، والابتعاد عن التهريب، لأننا بحاجة ماسة اليوم، إلى المولدات الكهربائية، وغدا للتدفئة وغيرها”.

وشدد على أن “التضامن بيننا مسؤولية كبيرة، وهناك مشكلة بين المؤجر والمستأجر، وقد وصل المستأجر إلى حالة من الفقر، لا يستطيع دفع الإيجار فماذا يفعل؟! هل ندعه في الشارع؟ أبدا، وإذا كانت خلايا الأزمة تستطيع تقديم شيء ومساعدة يكون أفضل، فالبطالة شملت عشرات الآلاف، ووحدها الجامعة الأميركية أنهت عمل 800 موظفا، والخير لقدام، مع الأسف”.

ومضة قائلا: “وفي إطار التقنين لا بد احتياطا مسبقا، من شراء قطع الغيار للمولدات، وعند الضرورة تصنيعها، كما كان يجري ماضيا، وهناك صناعيون يستطيعون القيام بذلك، لأن الاستيراد سيكون مستحيلا، لدي أراض وسأسعى إلى القيام بتعاونيات إسكانية، كما فعلنا في راشيا، لكن هذا مرتبط بصندوق الإسكان والتسليفات، وسنرى طريقة في ما بيننا، إذا استطعنا إقامة بعض التعاونيات الإسكانية من أجل ذوي الحاجة”.

وفي موضوع المدارس، قال: “أشك في وجود الإدارة الحالية المترهلة لوزارة التربية أن تستطيع فتح المدارس، لأن المطلوب تجهيز المدارس ووقاية التلامذة، ولا يمكن المغامرة بالمدارس، من دون وقاية من تفشي الوباء، نرى عند الحاجة، بعض المدارس إمكانية تعليم online، أما بالنسبة إلى الجامعة اللبنانية، فكانت وستبقى الجامعة الأم، ونتمنى تحسين إدارتها، كي لا يذهب شبابنا وشاباتنا، هناك جامعات تقدم الخدمات صحيح، لكن لا تملك مستوى الجامعة اللبنانية، الرائدة في الحقوق والطب والهندسة وكل المجالات، وهي تضاهي الجامعات العريقة الخاصة كالأميركية، أو الحكمة أو اليسوعية”.

ورأى أن “معركتنا كلبنانيين، الصمود الاجتماعي والغذائي والاقتصادي، فالجوع لا يفرق بين أحد، معركتنا التآخي والتضامن، وعلى مشارف هذا الشهر، ستأتينا كارثة شبيهة بكورونا، وهي قضية النفايات، وسيتوقف مكب الكوستا برافا عن استقبال نفايات الجبل، الشوف، عاليه، المتن والإقليم، آن الأوان لأصحاب الشأن في البلديات، التفكير بمطمر مركزي، أو مطامر، كي لا نغرق كما حصل منذ سنوات، في النفايات، واليوم مع المرض يتفاعلان، وستكون آفة كبيرة”.