Site icon IMLebanon

زيارة لودريان تعطي الحكومة الفرصة الأخيرة

باستثناء مفاعيل موقف البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي يشدّد على مبدأ الحياد، والذي أعاد التأكيد عليه أمام رئيس الحكومة، حسان دياب، الذي زاره السبت، فإنه لا جديد سياسياً في الداخل، فيما المواقف الدولية تواصل التأكيد على أهمية أن يساعد لبنان نفسه كي يساعده الآخرون.

وفي وقت تتخبط فيه السلطة الحاكمة في خياراتها، منتقلة من فشلٍ إلى آخر في مواجهة الانهيار الكبير الذي يمرّ به البلد، ولأن صراع الأمم على أشدّه، كان تحذير رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي، وليد جنبلاط، بضرورة الوحدة لكي نحفظ لبنان. موقفٌ يكاد يكون الأكثر صراحة تجاه الرأي العام اللبناني الذي يسأل يومياً عن مصيره ومصير البلد في ظل الواقع المر الذي وصل إليه لبنان.

وفي سياق المساعي لتحييد لبنان عن “ممر الفيلة” في مسار الصراع الأممي، تأتي زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الأسبوع المقبل إلى لبنان بعد سلسلة اجتماعاتٍ دولية عُقدت حول لبنان في باريس وفي الفاتيكان، وضمت مسؤولين فرنسيين، وأميركيين، وبريطانيين وفاتيكانيين.

زيارة لودريان ستكون منسجمةً ومضمون مواقف الراعي، مع التشديد على ضرورة إنجاز الإصلاحات، وإعطاء الحكومة اللبنانية فرصةً أخيرةً لإجراء هذه الإصلاحات، وإلّا فالانهيار سيكون حتمياً وكارثياً، وعندها لن تتدخل أي دولة للمساعدة، لأن اللبنانيين لم يساعدوا أنفسهم.

وبحسب المعطيات المتوافرة سيشدّد لودريان على أن الوقت أصبح داهماً، ولا مجال إلّا بتغييرات جذرية على مختلف الصُعد سياسياً، واقتصادياً، ومالياً. وبحال لم تتمكن هذه الحكومة من تحقيق ما هو مطلوبٌ منها ومفروضٌ عليها، فلا بد من البحث عن بديل لها.

لكن لا يبدو أن الضغط الدولي سيدفع الحكومة والسلطة إلى اتخاذ إجراءاتٍ إصلاحية، على الرغم من زيارة وفد لازارد الأسبوع المقبل لإعادة تغيير الخطة المالية التي كانت قد قدّمتها الحكومة، ولم تكن على قدر تطلعات المجتمع الدولي وصندوق النقد.

أمام هذه الاستحقاقات، ثمة ملفاتٍ أخرى لا تنفصل عن التصعيد المستمر الذي سينعكس في مسألة التجديد لقوات اليونيفيل، والضغط الأميركي في سبيل توسيع صلاحياتها، أو تعزيز قدراتها، مع ما يرتبط ذلك بحركة حزب الله العسكرية ومراقبتها، بالإضافة إلى الضغط للعمل على إنجاز ملف ترسيم الحدود.