IMLebanon

ميقاتي: خطة الحكومة نظرية.. وقد أضعنا الوقت!

رأى الرئيس نجيب ميقاتي ان “ما إتضح من خلال الممارسة أن خطة الحكومة كانت نظرية، وقد أضعنا الوقت بين تمسك بارقام وتشبث برأي وغياب لأفق الحلول، وما اعتبرته الحكومة في حينه انجازا لم يسبق أن حصل مثله، تم التراجع عنه لنعود الى نقطة الصفر تمهيدا لوضع خطة جديدة، كما يقولون. هذا التخبط أدى الى أزمات متلاحقة في المواد الاساسية لا سيما الغذائية وشراء الفيول وكل المشتقات النفطية. كما تبين أن ما حكي عن سلة كان ايضا إرتجاليا وإعلاميا، فلم يلمس المواطن اية جدية في تطبيقه وكبح جماح الأسعار”.

وقال ميقاتي امام زواره في طرابلس:”نحن نعيش تحت وطاة صراع كبير، ولطالما قلنا في كل المراحل إن لبنان شديد التأثر وقليل التأثير في الصراعات الكبرى، من هنا ابتدعنا سياسة النأي بالنفس التي لم يطبقها سوانا وكانت خيارا مكلفا جدا في ظل الاصطفافات القاسية. وفي لحظة الاحتدام الأقليمي واشتداد التدخلات فضلت الاستقالة على التخلي عن سياسة النأي بالنفس التي باتت اليوم مطلبا عربيا ودوليا. ومع الأسف الشديد لم تدرك السلطة الحالية أهمية الابتعاد عن الصراعات بل على العكس فهي توغلت فيها أكثر بسبب ادائها الارتجالي ما اظهر بوضوح فشلها واستخفافها بالبلد، والدستور والقضاء والقوانين وتوظيف كل شيء لخدمة النرجسية المنتفخة وللانتقام من الأخصام والمعترضين”.

وأضاف: “مؤسف أيضا خروج الخطاب الطائفي والمذهبي من القمقم مجددا والعودة الى استحضار لغة التحدي والتهويل والاستفزاز، في وقت مطلوب منا جميعا أن نتفق على كلمة سواء لاخراج لبنان من الازمات المتلاحقة الداهمة وأخطرها الازمة الاقتصادية والمالية. لبنان بلد التوازنات ومن يتصور انه يمتلك كل عناصر القوة فهو واهم، لان قوة لبنان بوحدة ابنائه، اما الأستقواء فهو مرحلي لا يدوم، والخطاب المذهبي يشحن النفوس ويزيد الانقسامات و يتسبب بالضرر للجميع واولهم مطلقه”.

وقال: “نحن نتمنى ان تنجح الحكومة في مهامها وتحقق المعالجات المطلوبة، لكن هذا التمني لا يبدو متاحا، لأن المكتوب ، ولو أنه يقرأ من عنوانه، غير أننا قرانا خلال اربعة أشهر من عمر هذه الحكومة ما هو مكتوب في متنها . فالتخبّط سيد الموقف في العلاقات العربية والدولية، ناهيك عن اطلاق ارتجالي لعناوين التحولات نحو الشرق والغرب ومعاداة الاصدقاء والاشقاء، لتكتمل فصول الارتجال والتخبّط بالخطة الاقتصادية التي وضعت دون استشارة اصحاب الاختصاص أو المعنيين. وإذا كان طبيعيا ان تضع الحكومات خططا، فان من البديهيات تأمين اجماع أصحاب العلاقة والتشاور معهم للوصول الى قواسم مشتركة وحلول قابلة للتطبيق، لا سيما وأننا نمر في ظرف استثنائي يتطلب تلافي التاخير والخطوات المتعثرة”.

وتابع: “ثبت وللأسف سقوط هذه الحكومة في امتحان تنفيذ ما تعهدت به والمهمة التي قيل إنها ستحققها بدليل استمرار السقوط المالي والتدهور المعيشي من دون افق حل، وتعاطي المعنيين في الحكومة بنمط يصلح لايام الرخاء وليس الأزمات، ناهيك عن إختراع السيناريوهات، الواحد تلو الآخر، عن مؤامرات مزعومة تستهدف الحكومة لتبرير الفشل”.

وعن زيارة وزير خارجية فرنسا إيف لودريان للبنان، قال:” لفرنسا دور اساسي في مساعدة لبنان منذ مؤتمرات باريس الثلاثة حتى “مؤتمر سيدر”، كما أنها حافظت على علاقاتها مع كل الاطراف اللبنانيين ومع كل القوى الاقليمية والدولية، ما يؤهلها لأن تقوم بدور في تخفيف أزمات لبنان واقناع كل المعنيين بالتواضع من أجل الحفاظ على هذا البلد الذي لا يستمر الا بالتوافق وبنسج علاقات ممتازة مع الاشقاء العرب أولا، ومع أصدقاء لبنان في الشرق والغرب دون استثناء الا اسرائيل التي لا يختلف لبنانيان على عدائها واطماعها في هذا البلد”.

وعن ازمة الكهرباء المتفاقمة في طرابلس، قال ميقاتي:”نسمع من وزير الطاقة كلاما عن تزويد العاصمة بيروت بالكهرباء بين 20 و 22 ساعة، غير اننا نربأ ان تكون باقي المناطق وفي مقدمها طرابلس تتغذى بالكهرباء بالحدود الدنيا. وفيما يدور النقاش بين بلدية بيروت والمحافظ ووزير الداخلية بشأن اقتراح البلدية تأمين التيار الكهربائي للعاصمة عبر القطاع الخاص، الا يجب ان نذكر من وضع مشروع “نور الفيحاء” في الأدراج انه مسؤول عن قهر هذه المدينة وعن ازمتها الكهربائية الخانقة؟ نريد لطرابلس ولكل المناطق ما نريده للعاصمة الغالية بيروت، ونجدد المطالبة باجراء مناقصة شفافة لافضل خدمة كهربائية لطرابلس على غرار سائر المناطق”.