اعتبر النائب الياس حنكش أن “خبرة المتعهدين والوزراء الذين عملوا في موضوع السدود ليست مشجعة، فلو سجلت نجاحات في هذا الإطار لكان من الممكن مقاربة موضوع سد بسري، ولكن الى اليوم لم نر سدودا ناجحة أو على الأقل يمكن القول إن 90 % من السدود لم تؤد الغرض المطلوب، ومن الواضح انها عملية استفادة من قبل المتعهدين ومن يقف وراءهم”.
ولفت، في مداخلة له في اجتماع لجنة البيئة المنعقد لمناقشة موضوع سد بسري، ألى ان “الأساس هو المحافظة على ما تبقى من بيئة في لبنان ورمزية مرج بسري وجمال الطبيعة في المنطقة، مع ما تحويه من مواقع اثرية تصل الى 52 اضافة الى ملايين الأمتار من المساحات الخضراء ومئات الآلاف من الشجر وكلها سيتم القضاء عليها في مشروع مياه سطحية يمكن ان تكون معرضة للتلوث ولا شيء يضمن ان تكون قادرة على تغذية بيروت بمياه الشفة”، مشيرا الى ان “العديد من البلدان لجأ الى الآبار الجوفية لتأمين الحاجات من المياه”.
وطلب “عدم المزايدة في موضوع تعريض اهالي بيروت للعطش”، وسأل :”من الذي يريد ان يعطش اهالي بيروت؟ أليس من بين الشباب الذين يتظاهرون من هم من بيروت والا يريدون ان يحصلوا على مياه الشرب؟”، مؤكدا ان “كل الوعود الفارغة التي تقطع للناس بايصال الماء والكهرباء لم تعد تنطلي عليهم، فالثقة مفقودة بينهم وبين السلطة التي تتولى هذه الملفات” .
وأردف :”ما يحصل اليوم يذكر بموضوع التوتر العالي في المنصورية، وكان من ابشع مظاهر وقوف السلطة بالقوة في وجه ناسها”، رافضا ـن “يخير الناس بين تدمير مواقع بيئية واثرية وبين تعريض اهالي بيروت للعطش”، مذكرا “بالبيان الذي صدر عن البنك الدولي، والذي يؤكد فيه رفضه لاستعمال العنف ضد المعترضين على انشاء السد، ومشيرا “الى ضرورة اقامة وزن لارادة الناس اذا ما اردنا ان نرتقي الى مصاف دول العالم الطبيعية”.
ورفض حنكش أن “يمر مشروع السد”، مؤكدا أن “حزب الكتائب اخذ موقفا مبدئيا من الموضوع منذ البداية من دون حسابات من اي نوع لمنع تدمير البيئة في هذه المنطقة، من دون ان ننسى الخطر الذي يشكله وجود المنطقة على فالق زلزالي”، لافتا الى “وجود الكثير من الطرق لحل مشكلة المياه في بيروت”.
وتمنى، في الختام، أن “تصل صرخة الناس”، لافتا الى ان “الاجماع الذي حصل حول هذا الموضوع يحتم ان نوليه الأهمية اللازمة، مع الأخذ في الاعتبار المحافظة على البيئة، بالتوازي مع حل المشكلة، وليس ان نوضع كما في كل مرة امام خيار بين السيء والأسوأ”.