Site icon IMLebanon

منسوب الاخطار الامنية يرتفع

لا يقتصر الخطر الامني المحدق بلبنان على ملف او قضية واحدة، فالاخطار متنوعة، منها المزمن كالصراع مع اسرائيل وامكان تحريك الجبهة الجنوبية في اي لحظة، والظروف الدافعة في هذا الاتجاه كثيرة اليوم، ومنها الطارئ المتحرك الممتد من الارهاب الى قنابل اللجوء الموقوتة والفتنة المذهبية التي، ولئن كانت القيادات السياسية لا سيما في حزب الله وتيار المستقبل، تسعى الى منع اشعال فتيلها، لكن ثمة عوامل من شأنها ان تؤججها او تجعلها عرضة للاشتعال في اي لحظة، وليس القرار المتوقع صدوره عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 7 آب المقبل بعيدا منها.

بيد ان ملفا مستجدا يؤرق القيادات الامنية والعسكرية في البلاد وتضعه في دائرة الرصد تحسباً، يتمثل في القرار الاسرائيلي الذي، تم تأجيله، بضم الضفة الغربية الى الاراضي الاسرائيلية بعدما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعلن الموعد في مطلع تموز الجاري، الا ان القرار يبدو تأثر بحسابات سياسية واسعة تبدأ بالانتخابات الاميركية ولا تنتهي بمعارضة الجيش الاسرائيلي لتلك الخطوة، بحسب ما تردد، نتيجة الخشية من ان تتمخض عن انفجار للغضب في الضفة وعن تحريك الجبهة الشمالية مع لبنان، الى موجة اعتراض دولية واسعة عبرت عنها الاردن واوروبا والعرب في اكثر من موقف، من دون اغفال أن ضم أجزاء من الضفة الغربية يضع إسرائيل أمام خياري منح الفلسطينيين الجنسية الإسرائيلية الكاملة وهو ما قد يمكنهم من التفوق على اليهود من حيث العدد وفي التصويت الانتخابي يوما ما، أو تركهم في مناطق مغلقة بأقل قدر من الحقوق ما يجعل من إسرائيل دولة فصل عنصري.

واذا كان خطر الضم ارجئ موقتا، لحسن الحظ، في غياب الضوء الاخضر الاميركي، فإن القيادات اللبنانية المشار اليها، تبقيه في رأس قائمة اولوياتها نتيجة استشعار مدى خطورته فيما لو توافر هذا الضوء ودخل القرار حيز التنفيذ، اذ تتوقع ردات فعل مُدوية على مستوى الساحة اللبنانية، خلافا لقرار اعلان القدس عاصمة لاسرائيل الذي اقتصرت تداعياته على المواقف.

تنطلق الخشية، بحسب ما تقول مصادر امنية لـ”المركزية” من ثلاثة محاور قد تتحرك دفعة واحدة في اطار ردات الفعل. اشعال جبهة الجنوب من جانب حزب الله، عودة مسلسل الصواريخ المجهولة في اتجاه اسرائيل، وانفجار واسع داخل المخيمات الفلسطينية المنتشرة في العاصمة، باعتبار ان سائر المخيمات مطوقة امنيا الى حد كبير.

الخوف يتركز تحديدا ، بحسب المصادر، في مخيمي صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة المتداخلين بشدة في البيئة اللبنانية حيث يصعب ضبطهما، خلافا لمخيم عين الحلوة، على تعقيداته، الا ان موقعه الجغرافي وحصره في دائرة واحدة بعيدا من سائر المناطق اللبنانية يُسهّل احكام القبضة الامنية عليه، في حين ان الامر يستعصي على المخيمين في العاصمة اللذين، تتخوف المصادر فيما لو دخل القرار الاسرائيلي بعد حين حيز التنفيذ ان يُستخدما في ردات الفعل الاعتراضية امنياً ويُحدثا انفجارا يدفع لبنان ثمنه.

واذ يُطمئن الى ان الاجهزة العسكرية والامنية الاستخباراتية تبذل اقصى الممكن رصدا ومتابعة لابقاء الاوضاع تحت السيطرة، تشير الى ان الاعباء الملقاة على عاتقها باتت اكبر من قدراتها العملية وتستنفدان طاقاتها، وهي عوض ان تقتصر مهامها على ضبط الامن في الداخل وعلى الحدود،كل بحسب اختصاصه، يتم تدفيعها ثمن المماحكات والصراعات السياسية وانفجارها ميدانياً…والكيل سيطفح.