Site icon IMLebanon

زيارة لودريان جرعة دعم ام انعاش؟

يعيش لبنان منذ بدء الحرب المشؤومة في العام 1975 حالة من الموت السريري بحيث لايسمح له من قبل المجتمع الدولي بالشفاء والنهوض ولا بلفظ الانفاس وتسليم الروح كما اثبتت التجارب والايام. اذ كلما كان يقترب من الاحتضار كانت الدول الكبرى تعمل على انعاشه مجددا، والشواهد الى ذلك عديدة ، بدءا من اتفاق الطائف وصولا الى مؤتمر الدوحة الذي اقر مبدأ النأي بالنفس وما يعرف بالحياد الايجابي الذي عاد البطريرك الراعي الى رفع لوائه مجددا اليوم كمخرج للازمة القائمة .

وبعيدا عما اذا كانت زيارة الوفد العراقي ثم الصيني الى بيروت خلال الاسابيع الماضية تنطلق من هذا المبدأ او تصب في هذا المنحى، فأن مصادر سياسية مراقبة لمسار الاوضاع ترى عبر”المركزية” انه لا يمكن الفصل بين هذه المشهدية وبين وصول وزير الخارجية الفرنسي ايف لودريان الى لبنان وتركيزه في المحاثات التي يجريها على ضرورة قيام لبنان بالاصلاحات المطلوبة وتلويحه بمؤتمر سيدر لمده مجددا ببعض الاوكسيجن للحؤول دون الانهيار الشامل الذي يتهدده اليوم من البوابة المالية المشرعة على كل الاحتمالات وخصوصا الامنية التي لا تستبعد التقارير توقعها في حال استمرار الازمة على ما هي عليه وتستولد كل يوم مشكلة جديدة تسهم في تفاقم الاوضاع وتدحرجها نحو الانفجار وتحت اكثر من مطلب وعنوان .

ورأت المصادر انه لا يمكن القفز او تجاهل الحديث عن الاهتمام الذي يوليه البابا فرنسيس للوضع اللبناني وتوسع دائرة الحراك الفرنسي وما يقوم به الرئيس ايمانويل ماكرون على المستويين الاوروبي والاميركي خصوصا وانه استبق بحديث عن تخفيف الضغوط والحصار المفروض على لبنان وما تضمنه قانون قيصر في هذا الاطار.

ودعت المصادر الى التريث بعض الشيء قبل اطلاق الاحكام النهائية في الموضوع سيما وان المرحلة المقبلة الفاصلة عن الانتخابات الاميركية محكومة بالانتظار اقليميا ودوليا ان لم تثمر المساعي المبذولة من الزاوية الجنوبية وتحت عنواني التجديد لـ “اليونيفيل” وترسيم الحدود عن ايجابيات تفضي الى تحييد لبنان عن صراع المحاور الجاري في المنطقة والعالم، علما ان حزب الله يدرك قبل سواه ان الاشهر المقبلة لن تحمل جديدا لذا هو يتعاطى مع الشأن الداخلي بكل تفاصيله من هذا المنطلق وان الشواهد على ذلك كثيرة وتبدأ من التمسك بالحكومة على رغم معرفته بعجزها والاطلالات الاعلامية المضبوطة الايقاع لامينه العام السيد حسن نصرالله مرورا بملف التنقيب جنوبا عن النفط وصولا الى مبادرة الحياد التي اطلقها البطريرك الراعي .