عقد عضو تكتل “لبنان القوي” النائب الياس بو صعب مؤتمرا صحافيا في مدرسة القلبين الاقدسين بالشوير أعلن خلاله “تكفله بالمدرسة لـ3 سنوات لكي تستمر في مهامها التربوية، في ظل الضائقة الاقتصادية التي ترزح تحتها المدارس في معظمها، بعدما كانت اتخذت الرهبانية قرارا بإقفالها”.
بداية، تحدثت مديرة المدرسة الأخت ماري اغات بطيش عن “تاريخ المدرسة ورسالتها الإنسانية في تخريج الأجيال التي تفخر بتفوقها في المجالات كافة في لبنان والخارج وأعطت الوطن والكنيسة رجالا ونساء قدوة في التزامهم الديني والاجتماعي والوطني”، وقالت: “إن المدرسة صمدت متحدية الأزمات الصعبة كي تستمر في أداء رسالتها وتجعل من الطالب مواطنا صالحا قادرا على تحمل المسؤولية والتزام الأخلاق القويمة ورفض التعصب الديني والانفتاح على الجميع”.
وأشارت إلى أن “الرهبانية قررت إقفال المدرسة بسبب الأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان وأيضا بسبب عدم دفع الدولة مستحقات المدرسة منذ 4 سنوات”، شاكرة ل”بو صعب مبادرته ومد يده البيضاء لتعود المدرسة وتفتح أبوابها على مصراعيها لتستمر منارة تربوية ودينية واجتماعية تشع إيمانا وعلما ومحبة”.
من جهة أخرى، قال بو صعب: “إن الأزمة الاقتصادية والوطنية والاجتماعية التي مر بها لبنان أدت إلى أزمة تربوية للقطاعين الخاص والرسمي معا. نحن نمر في مرحلة هي الأصعب في عمرنا في لبنان وبدأت بمشاكل عدة، وصولا إلى جائحة كورونا، الأمر الذي أدى إلى ضياع وعدم وضوح ومماطلة باتخاذ القرارات من قبل البعض سواء من قبل المسؤولين التربويين في وزارة التربية أم الحكومة مجتمعة. أنا لا احملهم مسؤولية ما حصل في الماضي، إنما تقع عليهم اليوم مسؤولية اتخاذ القرار الواضح والسريع لأن الازمة التربوية التي نمر فيها ليست سهلة، وتتطلب قرارات وجرأة، وأهم من ذلك تتطلب شراكة حقيقية مع الاسرة التربوية التي تعرف كيف تتخذ القرارات للحفاظ على القطاع التربوي”.
وتابع: “يجب أن يكون كل منا من مكانه مسؤولا. ومن هنا، انطلقت هذه المبادرة اليوم. وأؤكد أن هذه المدرسة لن تقفل، نظرا لتاريخها العريق، بل ستستمر في رسالتها وسنعمل على تطويرها لتكون نموذجية. لقد التزمت الاهتمام بها لمدة 3 سنوات، بالتعاون مع الادارة والاساتذة الذين وافقوا بعد الاجتماع بهم، على أن يساهموا بـ25 في المئة من راتبهم كي تبقى، على أن يحصلوا عليه كاملا بعدما تنهض من أزمتها”.
وأردف: “الصرخة التي أطلقها الاب بطرس عازار كان أطلقها سابقا باسم اتحاد المدارس الخاصة، وهي صرخة حقيقية وهي صرخة الاساتذة في القطاعين الرسمي والخاص وصرخة المتعاقدين والاهل والتلامذة، وكذلك صرخة الجامعة اللبنانية وطلابها. كل هذه الامور تدفعنا إلى اتخاذ مبادرات سريعة وجريئة، فمن غير المسموح التلاعب بمصير التلامذة والاهل والقطاع التربوي لان لا وطن من دون تربية، ولا أريد أن أنتقد أحدا”.
وختم: “أي مدرسة خاصة في أي منطقة في لبنان تتعثر سواء أكانت كاثوليكية أم إسلامية ام مدارس المبرات والعرفان وغيرها. علينا أن نكون بجانبها إذ لا يمكن بناء وطن من دون بناء الانسان الذي لا يكتمل الا ببناء تربوي صحيح وسليم، بعيدا عن التعصب والمذهبية والكراهية. يجب ان نزرع المحبة في قلوب الطلاب، كما زرعت الراهبات المحبة على مدى سنوات في قلوب التلامذة، على امل ان نبدأ بسنة طبيعية في ايلول، اذا امكن ذلك، وصولا الى التعليم عن بعد اذا اضطر الامر”.
وشارك في المؤتمر الوزير السابق فادي جريصاتي، رئيس بلدية الشوير – عين السنديانة حبيب مجاعص، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار، الامين العام للمدارس الانجيلية الدكتور نبيل قسطا، ممثلة الرئيسة العامة الأم برناديت رحيم القيمة العامة لرهبانية القلبين الاقدسين الأخت لوسي عبود، والهيئتان التعليمية والادارية، إضافة إلى مخاتير البلدة.