Site icon IMLebanon

قاطيشه: الحياد سيصبّ في مصلحة الإخوة الشيعة

أكد عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب وهبي قاطيشه أنّ مطلب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بالحياد لا يعني انه سيتحقّق غداً، فهناك أنواع عدّة من الحياد، والأهمّ أن يتّفق اللبنانيون على المبدأ، وسنجد، عند صوغ هذا الإتّفاق حياداً مُختلفاً عن مفهوم حياد عند دول أخرى، لن يُشبه أي حياد آخر، بحيث سيُحوّل لبنان جوهرة الشرق الأوسط عند كلّ مُحبّيه وأصدقائه”.

وقال قاطيشه لـ”نداء الوطن”: “لكي يتحقّق الحياد، هناك مسار طويل، يجب أن يقتنع به اللبنانيون أوّلاً، وطرح هذا المطلب على المحافل الدولية ثانياً، ولا ندري الى أين سنصل به، لكن مبدئياً، يجب أن يحظى بتأييد مُعظم الدول المُحبّة للسلام، ولدور لبنان الحضاري والإنساني. فتحقيقه يتطلّب وقتاً، لكنّنا واثقون بأن الحياد سيصبّ في مصلحة الإخوة الشيعة، لأنّهم اذا اعتقدوا للحظة أنّهم قادرون على تأسيس دولة، وإدارتها على اساس استثمار فائض قوّتهم العسكرية والإقتصادية، فهم مخطئون، لأنّ هذا الفائض ليس ذاتياً وانهياره سيكون حتمياً، وما عليهم الا مراجعة كل المحطّات التاريخية العالمية، وقد أظهرت أنّ القوة يُمكن أن تحسم المعارك والحروب، لكنّها لم تحسم مرّة مُستقبل الحروب والصراعات، واكبر دليل ما حصل مع القائد الفرنسي نابوليون بونابرت الذي ما كاد يُقفل عائداً الى باريس بعد معاركه، حتى قامت قيامة الشعوب عليه لأنّه لم يوفّر لهم حلولا اقتصادية تؤمّن مستقبلهم. وكذلك ما حصل مع زعيم ألمانيا أدولف هتلر في أوروبا، وما حصل مع اليابان. فألمانيا اليوم هي أقوى بكثير من امبراطورية هتلر، والأمبراطورية اليابانية أقوى بكثير من أيام الحرب العالمية الثانية، لأنّهما قامتا على أسس اقتصادية وعلمية، وليس على فائض القوة العسكرية”.

وتابع: “لذلك، كلّ مستقبل يقوم على بناء دولة بالقوّة سيكون مصيره الدمار، واكبر دليل أنّ “حزب الله” قادر بقوته العسكرية على منع قيام دولة والتسبّب بالمزيد من الفوضى والانهيار الإقتصادي، لكنه لن يستطيع أن يبني دولة كما يشاء ولو كان يملك ملايين الصواريخ. فصبر اللبنانيين بدأ ينفد. لذلك ننصح الإخوة الشيعة، الذين لا يزالون يتشبثّون بفائض القوة هذا وبأنهم يستطيعون بناء الدولة، الّا يتخلّوا عن مبدأ الحياد بل ان يساهموا مع اللبنانيين، جنباً الى جنب، في بناء دولة قوية قادرة، وحمايتها من كل طامع فيها سواء من الشرق ام من الغرب، لا ان يجعلوا لبنان مع “التيار الوطني الحر” رهين المحبسين: السلاح والفساد، فهذا الوضع لن يدوم، واللبنانيون مستعدّون للتضحية بحياتهم من جديد، والدفاع عن وطنهم”.