بينما كان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان يجول على المسؤولين اللبنانيين في بيروت، مكرراً عليهم ضرورة تنفيذ الإصلاحات لإخراج البلاد من أزمتها الاقتصادية، ارتفع التوتر على الحدود الجنوبية بعد إرسال إسرائيل تعزيزات عسكرية، تحسباً لرد “حزب الله” على مقتل أحد قادته في غارة إسرائيلية بسوريا.
يبدو أن إسرائيل تتوقع رداً من “حزب الله” على مقتل أحد قادته في سوريا ويدعى علي محسن في غارة إسرائيلية على موقع قرب مطار دمشق قبل 3 أيام.
وغداة إعلانه إلغاء مناورة بحرية كانت مقررة على الحدود مع لبنان، وإعلانه أيضاً التأهب على طول الحدود الشمالية، أرسل الجيش الإسرائيلي الخميس، تعزيزات برية إضافية.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إن «تل أبيب قررت بعد تقييم الوضع إرسال تعزيزات من قوات المشاة إلى القيادة الشمالية العسكرية على الحدود مع لبنان»، لافتاً إلى أنه تم «نقل الكتيبة الثالثة عشرة، من لواء غولاني إلى فرقة الجليل، كجزء من الاستعدادات لرد حزب الله».
وكان الجيش الإسرائيلي أجرى، الخميس، تدريبات بالذخيرة الحية عند الحدود اللبنانية الجنوبية. وأطلقت دبابة إسرائيلية 14 قذيفة قرب مزرعة بسطرة في مزارع شبعا المحتلة، في قضاء حاصبيا، أثناء تدريبات يجريها.
كلمة لنصرالله
وقالت مصادر إن حزب الله قد يتريث في الرد وإن من المتوقع أن يتضح موقفه أكثر من الغارة الإسرائيلية ومن حجم ردّه المفترض، في خطاب سيلقيه الأمين العام للحزب حسن نصرالله في الأيام القليلة المقبلة.
وكان نصرالله قال في خطاب سابق، إن أي هجوم على «حزب الله» في سوريا سيؤدي إلى رد على إسرائيل من الأراضي اللبنانية.
رد مضبوط
وذكرت مصادر متابعة أنه «في أفضل الأحوال قد يرد الحزب بضربة موضعية مضبوطة شكلاً ومضموناً، لحفظ ماء وجهه أمام جمهوره بعد ان كان أمينه العام تعهّد أنه لن يسكت عن استهداف عناصره». ورأت المصادر أن «حزب الله ليس قادراً اليوم على الدخول في مواجهة مفتوحة مع إسرائيل».
وأفادت المصادر بأن «الغرض من هذا التهويل قد يكون توجيه رسائل إلى المجتمع الدولي، خصوصاً مع وجود وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان في بيروت، فحواها أن الحزب قادر على التصعيد وعلى إزعاج إسرائيل وتخريب الأمن في المنطقة ككل، إذا استمر الضغط عليه ومحاصرته بالعقوبات الاقتصادية، وبالتضييق على حكومته، وبالتسويق لتعديل مهام اليونيفيل».
واعتبرت المصادر أن «حزب الله يريد ايصال هذا التحذير إلى واشنطن، عبر صندوق لودريان الذي يتواصل في شكل غير منقطع مع نظيره الأميركي مايك بومبيو في شأن لبنان وسواه».