Site icon IMLebanon

عون يشكو للوزير الفرنسي عراقيل الداخل المانعة للإصلاح

قال وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان علناً ما كان يتردد قبل الزيارة، إذ كرّر جملته الشهيرة “ساعدوا أنفسكم لنساعدكم”، معلناً عن عدم رضاه على المسار الذي يسلكه ملف الكهرباء خصوصاً أن الخطوات غير مشجّعة، مجدداً الدعوة لـ”النأي بالنفس” وبسط الدولة سلطتها على كامل الأراضي.

لم يخرج لودريان في لقائه مع رئيس الجمهورية ميشال عون الذي استمر اربعين دقيقة، عن المواقف – الثوابت التي اعلنها مستبقاً زيارته الى لبنان، لا بل فاجأ محدثيه بصراحته وكلامه المباشر، الذي خلص الى ان “لا مساعدة للبنان اذا لم تساعدوا انفسكم والبداية منكم وليس من اي جهة اخرى”.

في معلومات “نداء الوطن” ابلغ لودريان الى عون “تأكيداً فرنسياً واضحاً وحاسماً بالسير بمسيرة الاصلاحات بلا تباطؤ، وعلى ان تكون القرارات مقرونة بالتطبيق لا ان تتخذ وتطوى، ومن دون قرارات إصلاحية سريعة وجريئة لا يمكن للوضع الاقتصادي في لبنان ان يتعافى”. وقال لودريان حسب المعلومات “جاهزون لكل ما يساعد على النمو، وجاهزون لتسييل مقررات سيدر، وللمساعدة المباشرة كدولتين صديقتين تربطهما علاقات تاريخية، ولكن قبل كل ذلك الاصلاحات ضرورية جداً من اجل تعافي لبنان، وعندما يبدأ التعافي بارادتكم كلبنانيين ستجدون فرنسا تدخل الى جانب لبنان للمساعدة من دون طلبكم ومعها كل الشركاء في سيدر، وانطلاقاً من ذلك نتابع عن كثب مفاوضات الحكومة اللبنانية مع صندوق النقد الدولي ونشجعكم على الاستمرار بالتفاوض وخلق كل الظروف لنجاحها”.

ونقل لودريان الى عون رسالة شفهية من نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون اكد فيها وقوف فرنسا الى جانب لبنان في الظروف الصعبة التي يمرّ بها، كما كانت دائماً وعبر التاريخ. وقال لودريان ان بلاده مصممة على مساعدة لبنان وهي تتطلع الى انجاز الاصلاحات الضرورية التي يحتاج اليها، مؤكداً ان مفاعيل مؤتمر “سيدر” لا تزال قائمة ويمكن تحريكها بالتوازي مع تطبيق الاصلاحات التي التزمتها الحكومة اللبنانية بهذا المؤتمر.

واشار لودريان الى ان باريس وضعت خطة لمساعدة المدارس الفرنسية في لبنان واللبنانية، لمواجهة الازمة الراهنة. اما رئيس الجمهورية فلم يفوّت لقاء رئيس الديبلوماسية الفرنسية من دون التصويب على قوى سياسية في الداخل، ففي خلال عرضه الخطوات التي تحققت في مجال مكافحة الفساد ومنها اقرار التدقيق الجنائي، اضافة الى التدقيق الحسابي الذي اظهر وجود خلل في مالية الدولة، تحدث عون متوجهاً الى لودريان “عن صعوبات وعراقيل تواجه مكافحة الفساد، خصوصاً مع وجود متورطين كثر فيه، يمارسون ضغوطاً عديدة لوقفها”. ومن وزارة الخارجية قال لودريان بعد إجتماعه مع نظيره ناصيف حتي: “جئت اليوم لأقول ان من الضروري السير بالاصلاحات وهذه ليست مطالب فرنسا فحسب بل هي في المقام الاول مطالب الشعب والاسرة الدولية. وأتناول هنا بشكل خاص إعادة اطلاق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وخاصة عن طريق التدقيق الفعال في حسابات مصرف لبنان. ولا يتوهمن احد ان ثمة بدائل تسمح للبنان بالخروج من أزمته سوى التفاوض مع الصندوق. وأتناول هنا ايضاً، ملف اصلاح الكهرباء الذي يعتبر ورشة داخلية، وأقول بوضوح ان ما تم القيام به حتى الآن ليس مشجعاً. وارى ان مكافحة الفساد والتهريب واستقلالية القضاء وتعزيز الشفافية امور اساسية لمستقبل لبنان”. أضاف: “سنبقي على دعمنا للجيش اللبناني، العمود الفقري، لهذه الدولة، ولقوى الامن اللبنانية التي تلعب دوراً حاسماً من اجل ضمان استقرار وأمن البلاد. ومن الاساسي ان تقوم الدولة اللبنانية بالتأكيد على سلطتها وسيطرتها على مجمل اراضيها، ولا بد كذلك من ان يحترم كل المسؤولين اللبنانيين مبدأ النأي بالبلد عن الازمات التي تمر بها المنطقة”.

وفي بكركي، عقد لودريان إجتماعاً مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، حيث تمت مناقشة طرح الحياد الذي أطلقه البطريرك ومناقشة تفاصيل الأزمة اللبنانية إضافة إلى مساعدة فرنسا للمدارس. وأبدى لودريان تأييده لمواقف البطريرك حيث قال له: “لا سيادة من دون حياد”. والتقى لودريان رئيس مجلس الوزراء حسان دياب، رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزار لودريان مركز مؤسسة عامل الدولية في حارة حريك.