Site icon IMLebanon

حان الوقت لوضع تفاهم مار مخايل في ميزان الربح والخسارة

قد يكون مرور ذكرى توقيع تفاهم مار مخايل هذا العام من دون احتفال خطابي، على عكس ما كان الوضع عليه في الـ 2019 يجد تفسيره في تفشي وباء كورونا. لكن هذا السبب المنطقي والواقعي لا ينفي وجود أسباب ذات طابع سياسي بامتياز تفسر هذا التردي غير المسبوق في العلاقة بين الحليفين الاستراتيجيين التاريخيين.

أمام هذه الصورة، تعتبر أوساط سياسية مراقبة عبر “المركزية” أن الوقت حان لوضع تفاهم مار مخايل الذي يربط الجانبين منذ العام 2006 في ميزان الربح والخسارة تمهيدا لمراجعة نقدية أثبتت الأحداث أنها باتت أكثر من ضرورة.

وفي السياق، تشدد المصادر على أن ما يعتبرها التيار الوطني الحر “معركته” في مجال مكافحة الفساد كشفت إلى العلن ما حاولت كل من الضاحية وميرنا الشالوحي إخفاءه طويلا. فبين تصريح عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله الشهير في مجلس النواب الذي أعلن فيه أنه “يملك مستندات تدخل رؤوسا كبيرة إلى السجن” وغياب الحزب طويلا عن حلبة هذه المنازلة، خرج رئيس التيار الوزير السابق جبران باسيل عن صمته معلنا امتعاضه من أن الحزب لم يواكب التيار في مجال مكافحة الفساد، وذلك في إشارة إلى التحرك القضائي الذي بادر إليه العونيون في ما يخص ملف الفيول المغشوش. وما بين الموقفين تراكمت نقاط الاشتباك من محاولة تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل حكومة ما بعد الثورة، إلى معمل سلعاتا الكهربائي، إلى عدم التدخل لفض الكباش بين العهد ورئيس المردة سليمان فرنجية الذي ذهب إلى مقاطعة الحوارين اللذين أقيما في بعبدا، في معرض معركة رئاسية مبكرة أطلقها المرشحان الرئاسيان فرنجية وباسيل ولم ترحم بشظاياها عهد الرئيس عون.

كل هذا يدفع المصادر إلى القول إن حزب الله يبدو الرابح الأكبر من اتفاق مار مخايل. بدليل أنه كسب الغطاء المسيحي الذي كان يحتاجه لسلاحه ونجح في فرض مرشحه الرئاسي على الجميع، وتعطيل المسارات السياسية التي لا تتناسب ومصلحته السياسية، وإن أتى ذلك على حساب الحليف، كما حصل عند تشكيل حكومتي الرئيسين حسان دياب وسعد الحريري.

أما التيار الوطني الحر، فتقتضي الموضوعية الاعتراف له بأنه ربح رئيسا للجمهورية من تفاهم معراب، مع العلم أن دخول الحريري ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع هو الذي أتاح انتخاب عون… في ضوء ما تقدم، تنصح المصادر مسؤولي التيار والحزب الممتعضين مما آل إليه حال العلاقات بين الحزبين إلى طرح التساؤلات الجدية لوضع النقاط على الحروف استعدادا للمرحلة المقبلة.